الـصُّـوفـِيـَّـة

نُشر 25 فبراير 2015م https://www.facebook.com/ahmad.binfathy/posts/709123432540113:0
::::::::::::::::::::::::::::::::::: الـصُّـوفـِيـَّـة :::::::::::::::::::::::::::::::::::
الحمد لله، وبعد:




فيسمع كثير من الناس هذا المصطلح (الصوفية و التصوف)، ولا يعرف عنه إلا اسمه، أو يعرف معارف مشوَّشة، وربما إذا رأى مَن يهاجمه فإنه يحاربه دون علم ! لمجرد معرفته بهذا الاصطلاح فقط! أو لأن جاره أو أباه أو شيخه أو مؤسسة بلده على الطريقة الصوفية!
فإذا سألتَه عن سبب دفاعه؟ وجدته صفر اليدين خاويتين !
إنما حُجَّته:
التقليد الذي دمَّر عقول العبيد ! وأفسد الدِّين المجيد !
.


وفي هذه السطور المختصرة القليلة سيتم عرض ما يخص الصوفية عرضًا عادلًا منصِفًا، فيه إسراف في العدل والإنصاف! إنْ جاز أن أعبِّر بهذا التعبير!
وحسْبُ مَن يقرأ سطوري هذه إيثار العدل والإنصاف..
وسوف أبسط آراء التصوف نفسه كما بـثَّها كبار شيوخ الصوفية بألسنتهم وأقلامهم، تاركًا للقارئ الحُكم، وحسبه أنْ يقارن بين أصول الإسلام التي يعيها كل مسلم بفطرته، وبين آراء التصوف التي خرجت عن الفِطرة...
.
من الإسلام إلى التصوف:
قال عبد الكريم القشيري - وهو من كبار أئمة الصوفية القدامى، وهو صوفي متعصب! -:
«اعلموا -رحمكم الله تعالى- أن المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتَسَمَّ أفضالهم في عصرهم بتسميةِ عَلَمٍ سِوَى [صحبة رسول الله] صلى الله عليه وسلم؛ إذ لا فضيلة فوقها، فقيل لهم: الصحابة.
ولما أدركهم أهل العصر الثاني سُمِّيَ مَن صَحِبَ الصحابة [التابعون]، ورأوا ذلك أشرف سِمَة.
ثم قيل لمن بعدهم: [أتباع التابعين].
ثم اختلف الناس وتباينت المراتب، فقيل لخواص الناس ممن لهم شدة عناية بأمر الدين: [الزهاد والعُـبَّـاد].
ثم ظهرت البدع، وحصل التداعي بين الفِرَق، فكل فريق ادَّعَوْا أنَّ فيهم زاهدًا، فانفرد أهل السنة المُراعُون أنفاسهم مع الله تعالى، الحافظون قلوبهم عن طوارق الغفلة باسم [التصوف]، واشتهر هذا الاسم لهؤلاء الأكابر قبل المائتين من الهجرة». انتهى من الرسالة للقشيري، وهنا يقرر القشيري أنه اسم حادث! لم يكن على عهد رسول الله وصحابته وتابعيهم!
.
وقال ابن الجوزي: «كانت النسبة في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإيمان والإسلام، فيقال: مسلم ومؤمن. ثم حدث اسم [زاهد وعابد]، ثم نشأ أقوام تعلقوا بالزهد والتعبد، فتخلوا عن الدنيا، وانقطعوا إلى العبادة، واتخذوا في ذلك طريقة تفردوا بها، وأخلاقًا تخلَّقوا بها، ورأوا أنَّ أول مَن انفرد بخدمة الله سبحانه وتعالى عند بيته الحرام رجل كان يقال له: «صوفة»، واسمه الغوث بن مر؛؛ فانتسبوا إليه لمشابهتهم إيَّاه في الانقطاع إلى الله سبحانه وتعالى، فسموا بالصوفية».
وهنا يقرر ابن الجوزي أنه اسم حادث لم يكن في عهد السلف الصالح، وإنما وقع الاسم في زمن الفتن وانتشار البدع، وفصَّل ابن الجوزي وقال إنهم ينتسبون لشخص صوفة، الغوث بن مر؛ إذن فهي فرقة قامت على مشابهة شخصٍ ما ! والله يقول: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر}.
.
أول مَن سُمِّي بالصوفِيِّ:
يقول صاحب كشف الظنون: «و أوَّل مَن سُمِّيَ بالصوفيِّ: أبو هاشم الصوفي، المتوفَّى سنة 150 هجرية»، وكذلك ذكرَ السيوطي في أوائله.
حال الصوفية في عهدها المبكر:
يقول القشيري (الصوفي المتعصب) !:
«إنَّ المحققين من هذه الطائفة انقرض أكثرهم، ولم يبق في زماننا هذا من هذه الطائفة إلا أثرهم...، حصلت الفترة في هذه الطريقة، لا! بل اندرست الطريقة بالحقيقة، وزال الورع، وطُوِيَ بسَاطُه، واشتد الطمع وقوي رباطه، وارتحل عن القلوب حرمة الشريعة، فعدوا قلة المبالاة بالدين أوثق ذريعة، ورفضوا التمييز بين الحلال والحرام، ودانوا بترك الاحترام، وطرح الاحتشام، واستخفوا بأداء العبادات، واستهانوا بالصوم والصلاة، وركضوا في ميدان الغفلات، وركنوا إلى اتباع الشهوات، وقلة المبالاة بتعاطي المحظورات، والاتفاق بما يأخذونه من السرقة والنسوان وأصحاب السلطان، ثم لم يرضوا بما تعاطوه من سوء هذه الأفعال حتى أشاروا إلى أعلى الحقائق والأحوال، وادعوا أنهم تحرروا عن رق الأغلال، وتحققوا بحقائق الوصال، وأنهم قائمون بالحق [يعني الله] تجري عليهم أحكامه، وهم محوٌ. وليس لله عليهم فيما يؤثرونه أو يذرونه عتب ولا لوم [[ أي: أصبحوا وهم قائمون بالله فلا إرادة لهم ولا اختيار فيما يأتون أو يَذَرون، وقد رفع عنهم التكليف، فإن أتوا بما يناقض الشرع تنصَّـلُوا من ذلك بأنهم ينفذون إرادة الله التي تسخرهم]]، وأنهم كوشفوا بأسرار الأحدية [[الأحدية هي المرتبة التي تكون فيها الذات الإلهية مجردة عن الاسم والصفة في عرف الصوفية !]]، واختلفوا عنهم بالكلية وزالت عنهم أحكام البشرية، وبقوا عند فنائهم بأنوار الصمدانية والقائل عنهم غيرهم إذا نطقوا، والنائب عنهم سواهم فيما تصرفوا، بل صُرِّفوا.انتهى من الرسالة للقشيري.
.
وهذا نقد القشيري الصوفي الكبير للتصوف في عهده! أي القرن الرابع الهجري، وأوائل الخامس.
ومنه يتجلى لنا:
أنَّ الصوفية في العهد المبكِّر وقفت من الإسلام موقف التحدي والعداء السافر !، وأنها كانت تقترف من سوء المنكرات ما جـعَل هذا الصوفي الكبير يحمل عليهم هذه الحملة الشعواء.
وأنها كانت تنفث آراء وتنـزع منازع لا صلة لها بالإسلام، إلا حين نـزعم أن للباطل صلة بالحق...
.
وخلاصة هذا:
أولًا:
التحلُّـل من التكاليف الشرعية، والعدوان على قداستها بدعوى -سقوطها عنهم!! والتوغل في المجانة المسرفة في البغي على القيم الروحية المقدسة.
ثانيًا:
الزعم بأنهم تجرَّدُوا مِن الصفات البشرية؛ إذْ قامت بهم الصفات الإلهية.
ثالثًا:
وتبعًا لهذا الزعم الخاطئ زعموا أنهم غير مسؤولين عن تصرفاتهم، وإنما المسؤول عنها هو الله !؛ لأنه هو الذي يصرِّفهم، ويتصرَّف لهم، ولم لا؟ وقد خلع عليهم صفاته، وأفناهم عن ذواتهم بذاته، وعن إرادتهم بإرادته.
.
كما نلحظ تردد هذه الكلمات «المحو، أسرار الأحدية، الكشف، الفناء» وهي ذات معانٍ خطيرة لمن وعاها !.
كما نلحظ أيضًا أنَّ القشيري الصوفي الكبير يـُحـقِّر هذه الدعاوَى، ويتهم أصحابها بالخَطل والحماقة وسوء الأدب، ويتوعدهم بلعنة الله!!
وتجد في (الرسالة) للقشيري نفسه نفْس هذه الآراء التي حمل عليها، وتجد ما هو أخطر منها!!
تذكير مهم:
هذا يجعلنا دائمًا نـتـَّخِذ موقف الحذر مِن نقد الصوفية لأنفسهم فقد يكون ستارًا يخفي وراءه ما هو أشد شناعة !! فانتبهوا لهذا.
بمعنى أنه غالبًا يخفى الأسوأ في النقد لنفسه
فإذا انتقد فلان نفسه بأنه يكذب كثيرًا؛ فلن يقول إنه يكذب وينهب ويخادع ويسرق! لكنه قد يعترف على نفسه بصفة مِن صفات !!
.
وأما إذا أردنا أن نتكلم عن الصوفية في عصرنا مِن تدنٍّ في العبادات، وشطحات في الأفكار والطُّرق ؛ فحدِّث ولا حرج!
فتجد الرقص ! والغناء ، واستعمال آلات الطرب، واختلاط الرجال بالنساء والنساء بالرجال، وتجد التمسح بالقبور والجدران والأعمدة، وأضرحة الميت الذي لا ينفع ولا يضر !، وتجد التشريك في الدعاء، والتوسل في النداء !!؛ لا يخفى كل هذا على كل لبيب!
.
وبعد هذه الشطحات أسأل سؤالًا لمَن كان معترضًا أن يجيبني قبل أن يعترض بكلمة واحدة:
السؤال: هل هذه الأفاعيل مِن دين محمد صلى الله عليه وسلم ؟
الجواب: .................
إذا أجبتني أيها المعترض فلك أن تعترض !
.
هذا ما أردت بيانه باختصار شديد جدا.
والله وحده مِن وراء القصد، وصلى الله وسلم على سيد المرسلين، وآله الطيبين الطاهرين، وصحابته الغر الميامين أجمعين.
وكتب
أبومارية أحمد بن فتحي
------------------------------------------------------------------------------------
ملاحظات مهمة:
نظرًا لأنني أجد كثيرًا مما أكتب منسوبًا لغيري ! فإنني أنوِّه بالآت:
لا أحل لمن نشر عني أن يحذف اسمي؛ وذلك لأسباب:
- مِن بركة العلم عزوه لأهله.
- لا يجوز نسبة جهد أحدٍ لغيره.
- أبيح، بل وأدين بالفضل لكل مَن يرى عني خطأ أنْ يناصحني! فإذا لم يجد اسمي؛ فقد ضاعت عليَّ النصيحة.
- لعل مستفيدًا رأى الكتابة يومًا فقال: جزَى الله فلانًا خيرًا. فلا أحب أن اُحرَم الدعاء.
- أبيح لكل إنسان أن ينقل عني ما أكتب، ولو بدون استئذان؛ بشرط التقيد با
لنقاط السابق ذكرها
فمَن بدله بعد ما وصله؛ فعليه وِزره، ولا أحله!


مِن بِـدَع الـمـقـابـر

نُشر 23 فبراير 2015‏ م
.
:::::::::::::::::::::::::::::::: مِن بِـدَع الـمـقـابـر :::::::::::::::::::::::::::::::
.
بسم الله، والحمد لله، وصلى الله وسلم على نبيه ومصطفاه محمد، وآله وجميع صحبه، وبعد:
كنت أقرأ حديثًا، فوقفت عنده لاستخراج بعض الفوائد؛ فخطرت ببالي فائدة مهمة، والحديث هو: « مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين، فقال: إنهما ليُعَذَّبان وما يُعذَّبان في كبير، أما أحدهما: فكان لا يستتر من البول، وأما الآخر: فكان يمشي بالنميمة، فأخذ جريدة رطبة، فشقها نصفين، فغرز في كل قبر واحدة، فقالوا: يا رسول الله، لِمَ فعلت هذا ؟ قال : لعلَّه يُخفَّف عنهما ما لم ييبسا»
فالبدعة:
أنه انتشر اعتقادٌ عند بعض الناس أنَّ وجود الزروع الخضراء في المقابر تخفف عن الميت! مستشهدين بهذه اللفظة: ((فأخذ جريدة رطبة، فشقها نصفين، فغرز في كل قبر واحدة، فقالوا: يا رسول الله، لِمَ فعلت هذا ؟ قال : لعلَّه يُخفَّف عنهما ما لم ييبسا)) هذا استشهاد العالِم بالدليل !
لكن غالب الناس يفعلونها تقليدًا دون وعي !
وبعضهم يزرع صبار !
وبعضهم يأخذ جريدةً أو غُصنًا مِن أي نبات فيضعه على مقبض بوابة القبر؛ اعتقادًا أنه تخفف عن الميت
وهذا من بدع المقابر التي انتشرت منذ سنين ولا تزال مع الأسف !
والمعروف أنه لا ينفع الميت إلا ثلاث «صدقة جارية، علم يُنتفع به، ولدصالح يدعو له» لا غير.
فيُستفاد من الحديث:
أن هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم، لسبين:
الأول: أنه لم يفعله في قبرين غير هذين القبرين في هذا الموقف الوحيد.
الثاني: أنه لم يكن يعلم الغيب إلا ما أطلعه الله عليه فقط؛ وقد علم صلوات الله عليه أنَّ مَن في القبرين يُعذبان .
أما الذي يفعل هذا في زماننا: فلا يعلم غيبًا ولا هو نبي له خصوصية !
ويُستفاد من الحديث فائدة نادر عظيمة، وهي:
هذا الفِعل من سائر التاس فيه إساءة ظن بالميت!
لأن الذي يريد وضع شيء يخفف عن حبيبه المدفون ! هو في الأصل يسيء الظن به!
لأنه وضع الزرع للتخفيف؛ فمَن أدراه أنه يُعذَّب؟!
ارجع لنص الحديث ( إنهما يُعذَّبان) ! ولما وضع الجريدة قال: (لعله يخفَّف عنهما) !
فهل تسيء الظن بميتك أنه مُعذَّب؟ إذن فلتضع الزرع !
إن قال: لعلها تخفف عنه، فنحن لا نعلم حاله !
أي حال؟! إذا كنت لا تعلم الحال فبأي حُجة تضع؛ والعلة مِن الوضع أصلا هو تخفيف العذاب!
وصَلَتْ؟
وكتب
أبومارية أحمد بن فتحي
------------------------------------------------------------------------------------
ملاحظات مهمة:
نظرًا لأنني أجد كثيرًا مما أكتب منسوبًا لغيري ! فإنني أنوِّه بالآت:
لا أحل لمن نشر عني أن يحذف اسمي؛ وذلك لأسباب:
- مِن بركة العلم عزوه لأهله.
- لا يجوز نسبة جهد أحدٍ لغيره.
- أبيح، بل وأدين بالفضل لكل مَن يرى عني خطأ أنْ يناصحني! فإذا لم يجد اسمي؛ فقد ضاعت عليَّ النصيحة.
- لعل مستفيدًا رأى الكتابة يومًا فقال: جزَى الله فلانًا خيرًا. فلا أحب أن اُحرَم الدعاء.
- أبيح لكل إنسان أن ينقل عني ما أكتب، ولو بدون استئذان؛ بشرط التقيد بالنقاط السابق ذكرها
فمَن بدله بعد ما وصله؛ فعليه وِزره، ولا أحله!

البر بالعلماء مِن شِيم الأوفياء

نُشر 21 فبراير 2015‏ م .
.
:::::::::::::::::::::::: البر بالعلماء مِن شِيم الأوفياء :::::::::::::::::::::::
.
الحمد لله العليم الخبير، وصلى الله وسلم على البشير النذير، وعلى آله وصحبه أولي الفضل الوفير .. وبعد:
فإنَّ الله جل وعلا أمر بـبر الوالدين ؛ ذلك لفضلهما ؛ فقد أنجبَا، وربَّا، وأنفقَا، وسهِرَا، ووجهَا، وزوَّجَا....وذلك لاستفادتك منهما دينيًّا ودنيويًّا
وإنْ كانا كافرَيْن؛ فلهما مِن البرِّ جزءٌ لا بأس به مِن الصُّحبة بالمعروف! ؛ لاستفادتك دنيويًّا !
فديننا يحثنا على الاعتراف وحِفظ الجَميل...
فما ظنك بشيخٍ تعلمتَ منه ما ينجيك من النار،، ويقربك جنة الغفار ؟!
وكان سببًا في قربك لربك، وكان سببًا في علمٍ تعلمته ؟!
وهذا ما استشعرتـُه في عُمرتي عام 2002م؛ فقد اعتمرتُ عن العلامة ابن عثيمين ! رحمه الله...
وأقسم بالله، برًّا به، وحُبًّا فيه، واعترافًا بفضله، وشكرًا لصنيعه لي، بل ولكل طالب علم سمِعَ منه كلمة إمَّا في محاضرةٍ أو شريطٍ أو حتى كتاب مقروء ! ؛ فلم يترك علمًا لم يدلُ فيه بدلوٍ أو ينقش فيه بنقش !
فرحمه الله ؛ كيف سخر الله له العمل بعد موته ؟!!
بل وحين طوافي للأشواط السبعة: كنت أدعو للألباني ! الذي هو سبب بزوغ نور السُّنة الصحيحة في عصرنا؛ وبسببه فرقنا بين السنة والبدعة، ونعيش في خيره إلى الآن .. وإلى أن نموت !
وكنت كلما عطشت أذهب إلى (زمزم) لأشرب؛ فأدعو لابن باز ! إمام العقيدة في عصرنا ! فقد تعد له في المحاضرة الواحدة أكثر من 10 مرات وهو يقول: (العقيدة الصحيحة)، يحث عليها ويأمر بها..
وأقسم بالله لم أتقصد هذا .. سوى أنني شعرت بما فعلوه...
فليستبشر مَن يعلم الناس ! فالأجر يحفظه الله لك.. سواء علمتَ أو لم تعلم ! .. وسواء قصد الناس أو لم يقصدوا .. وسواء سعوا في ذلك أو لم يسعوا ..؛ لا تقلق، فقط افعل ما أمِرتَ به واترك النتائج لمسبب الأسباب..
فمن أنا (أحمد الجاهل المسكين) عند (العلماء الزاهدين)؟! ولم يعلموا -رحمهم الله- بما فعلتُه ! فهم في قبورهم أثيبوا رغم أنوفهم !
فلا تبخل بعلم علمك الله إياه، بلغ ولو آية !
وما أجمَل أن تعترف بمن علمك ولو ( كُـلَـيْمَـة )! ولو كان أصغر منك!
وصدق مَن قال:
من علمني حرفًا ؛ جعَلني حُرًّا..
فقد حررونا من الجهل وظلمات البِدع إلى نور العلم والسُّنة
واليوم نرى النقيض ! نرى مَن يتنكرون لمن علموهم ! ونرى صغارًا استفادوا قليلًا من كثير ثم يخوضون أو حتى يستنكرون !! أو حتى لا يُبالون ويتناسون ...
رحِم الله المنصفين
وكتب
أبومارية أحمد بن فتحي
------------------------------------------------------------------------------------
ملاحظات مهمة:
نظرًا لأنني أجد كثيرًا مما أكتب منسوبًا لغيري ! فإنني أنوِّه بالآت:
لا أحل لمن نشر عني أن يحذف اسمي؛ وذلك لأسباب:
- مِن بركة العلم عزوه لأهله.
- لا يجوز نسبة جهد أحدٍ لغيره.
- أبيح، بل وأدين بالفضل لكل مَن يرى عني خطأ أنْ يناصحني! فإذا لم يجد اسمي؛ فقد ضاعت عليَّ النصيحة.
- لعل مستفيدًا رأى الكتابة يومًا فقال: جزَى الله فلانًا خيرًا. فلا أحب أن اُحرَم الدعاء.
- أبيح لكل إنسان أن ينقل عني ما أكتب، ولو بدون استئذان؛ بشرط التقيد بالنقاط السابق ذكرها
فمَن بدله بعد ما وصله؛ فعليه وِزره، ولا أحله!

هل غلَطَ أو أخطأ دفاع عن( أبي محمد عبد الله رسلان )

:::::::::::::::::: هل غلَطَ أو أخطأ ؟! افهموا يرحمكم الله ! ::::::::::::::::::
.
بسم الله الرحمن الرحيم
مِنْ رجاحة العقول، وسُموِّ النفوس، وجميلِ الورَع، وعظيمِ الخوف: الرجوع عن الخطإ بلا تردُّد أو خوف!
إذْ هو منهجٌ علميٌّ رفيعٌ، أساسُه: {عَلَى تَقْوَى مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ} ؛ يقومُ على الْتزامِ الحقِّ في الأقوال والأفعال، وطلبِ الحق في الصُّدور والوُرُود، والتنبيه على الحق في الصِّغر والكِـبَر، والعَـوْدَة إلى الحق في السِّر والعَلَن.
كيف لا ! وهو: علَامة السُّنة وحُبُّها، ودليل مفارقة البدعة وأهلها.
وهو: مذهب الكبار، على مَـرِّ الدُّهور والأعصار.
لأنَّ الخطأ في حياة الناس وارد الحدوث، ولا يستطيع إنسانٌ أنْ يدَّعِيَ العِصْمةَ مهما ارتفع شأنه، وعلَا قدره.
وصدق رسولنا صلى الله عليه وسلم حين قال: «كلُّ بَنِي آدمَ خَطَّاء، وخَيْرُ الخَطَّائِينَ التَّوابُونَ».
وأقول:
الخَطؤُ الحقيقيُّ:
((هو تمادي البعض في خطئِهم، وعدم الجَهْر باعترافهم، والتمسك بإصرارهم، بل الجدال عن باطلهم، معتبرين الرجوع عنه: نقيصة منهم)).
فهل بهذا أخطأ أبو محمد عبد الله رسلان ؟!
لا واللهِ ما أخطأ !
وينجلي ذلك أمامك إذا ما عرفت الفرق بين (الخطإ) و(الغلَط) !
فالغلط هو:
((وضع الشيء في غير موضعه))، ويجوز أن يكون صوابًا في نفسه!
أما الخطؤ:
لا يكون صوابًا على وجهٍ أبدًا.
وقال بعضهم: ((الغلط: أن يسهى عن ترتيب الشيء وإحكامه، والخطأ: أن يسهى عن فعله أو أن يوقعه من غير قصد له ولكن لغيره)).
وانظر: [معجم الفروق اللغوية] لأبي هلال العسكري.
فهل نعتبره بعد ذلك أخطأ، وهو قد قال كلامًا تنزُّلًا.. ردًّا منه على: جاهلين، ومعاندين، ومتصيدين، ومبغضين.
ومع ذلك: يحمل هم الدعوة للدين، في ذلك العَرين.
ومع ذلك: فقلَّ مَن يُعِين، بل الغالب: مُهاجمين متصيدين!
فلمَّا تنزَّل؛ فُهِم منه على غير ما أراد..
ومع ذلك: لما رُوجِع؛ رجع.. ولو شاء الإصرار ؛ لَمَا مُنِع ! ونحن نرى كل يوم كم مِن مبطلين مُصِرِّين !
لكن منعه منهاجه الصفِيّ، وشأنه الزَّكِيَ! كيف وقد ربَّاه الرَّجُل التقِيّ النَّقِيّ ؟!
.
ومع ذلك كله.. لو تنزَّلنا وقلنا: أخطأ الرجُل! فماذا تريدون بعد رجوعه ؟!
.
فيا عباد الله، لا تظنُّوا العائدَ عن خطئه أنه ضَعِيف، بل قدره في الناس منِيف، وشأنُه عند الله شريف؛ فلا التِفاتَ لأي حَفيف!
حفظ الله أخي أبا محمد، عبد الله بن محمد بن سعيد رسلان، وجعله ثمرة والده الصَّالحة، آمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
وكتب
أبومارية أحمد بن فتحي

بين الالحاد والسيرة النبوية

نُشر 15 فبراير، 2015م
-------------
::::::::::::::::::::: السيرة النبوية وطريق الإلحاد :::::::::::::::::::::::::
.
الحمد لله، وصلى الله وسلم على مصطفاه، وآله وصحبه ومَن والاه، وبعد:
فمِن خلال تتبعي ومناقشاتي مع بعض الملحدين أو حتى الطاعنين في الإسلام ومنهم العلمانيين والزنادقة الذين نسمعهم كل يوم هُنا وهناك؛ تبيَّن أنهم يرتكزون في الطَّعن في الإسلام ورسول الإسلام صلى الله عليه وسلم على عِدَّة محاور وأصول إسلامية، منها على سبيل المثال لا الحصر:
- القرآن العظيم.
- السُّنة المُطهَّرة.
- السيرة النبوية العَطِرَة.
تلك ثلاثة غالبة، وإلا فهناك غيرها...
وكلامي الآن عن السيرة النبوية العطِرَة.
وهذا مِن باب:
نُصح الشباب، مِمَّن يُطالِعون السيرة النبوية مِن خلال الكتب المنشورة يمينًا وشمالًا، شرقًا وغربًا...
بل ومِن خلال كثرة الدُّعاة المتكلمين في السيرة؛ نظرًا لجهلهم بأصول الدين؛ فيجدون أن السيرة سهلة (مجرد قصص كما يزعمون)! ، أو لسهولة وصولهم للشباب.
(فالسيرة قصص مسلية في نظرهم! ولا اختلاف فيها بين جماعة وأخرى)...، وهكذا يستطيع أن يكتِّل الجمهور حوله!
وتنقضي السنون والشهور والأيام، وما علَّمَ الداعية صفة صلاة النبي!، وما تكلم الداعية في أصل من أصول العقيدة التي تحمي الشباب من الشبهات المنحرفة ! بل هي قصص وقصص..
ونَسَوْا تربية الشباب، ووضع الضوابط التي يفهمون بها السيرة...
فنجد أخيرًا:
أنَّ الشَّاب أخذ كمًّا مِن السيرة لا يدري صِحَّته من ضعفه ! ؛ فيبني عليه اعتقاده في الإسلام ورسول الإسلام صلى الله عليه وسلم!!
فعند أن يرجع للدَّاعية الجاهل للاستفسار وإزالة الشبهة ؛ لا يجد لديه جوابًا ! بل قد يجد جوابًا غير شافٍ؛ كما حصل مع أحد المُلحِدين، الذي تربَّى تحت يد (( ياسر برهامي )) سنين طويلة!
وأخيرًا لما ذهب إليه ؛ لم يجد أجوبةً تشفي غليل شبهاته؛ فألحَد وصار هو المُنظِّّر الأشهر والأقوى لطائفة الملحدين المصريين!!
كل ذلك يتسبب فيه ضعف الداعية ؛ وإن كانت هناك أسباب أخرى تخُص الشباب؛ إلا أنَّ المهمة الأكبر تقع على عاتق مَن تصدَّى لتعليم الناس وتربيتهم!
وبعد أن لا يجد الجواب الشافي؛ يُلحِد الشاب ! أو يبدأ بالطعن في بعض الثوابت من خلال السيرة؛ مثل أن يقول: الرسول كانت في نفسه أمور مِنِ فلان! وما ذلك إلا بسبب قصة سمعها ! ؛ فبنَى عليها...
.
فلذلك إن لِسَرْد السِّيرة النبوية ضوابط مهمة جدًّا يجب، ويجب، ويجب على القُصَّاص معرفتها، وحض الناس عليها، ومنها:
- التحديث بالصحيح.
- بيان الضعيف للتحذير منه؛ فلا يكفي مجرد ذِكر الصحبح فحسب! حتى لا يُظن أن المسكوت عنه صحيح كذلك!
- معرفة الشمائل؛ وهذا بندٌ مهم غاية في الأهمية! إذْ أنَّ في السيرة تصرفات لرسول الله صلى الله عليه وسلم، منها الحُزن، والفرَح، والغضب، وألفاظ...إلى آخره، مما هي عادة البشر!
فإذا عَلِم الشاب شمائله؛ وطبيعة وأصول أخلاقه -عليه الصلاة والسلام- استطاع أنْ يفهم مقصده في محلِّه.
مثال:
قد يقرأ شابٌّ أن النبي قال لفلان: «ثكلتك أمك»! فيلقي الشيطان في قلبه أنه يسب! فإذا علم دلالة اللفظ، وكيف قيل، وفي أي موضع، وعلم كذلك أنه ما كان يغضب إلا أن تُنتهك حرمات الله؛ فَهِمَ المقصد !
ولو عَلِم أنه بُعِث أصلًا رحمةً للعالمين، وأراد السِّتر على مَن جاء مُعتَرفًا بزناه ! ؛ فحينما تأتي شبهةُ أنَّ الإسلام يريد الجلد والقطع...إلخ؛ عرفَ أنَّ الأصل هو السِّتر !
وهكذا مسائل وأمثلة كثيرة يطول ذكرها وتفصيلها ؛ فليس هذا مقامها...
فهذا نداءٌ مهمٌّ، ونُصحٌ مُلِمٌّ لكلِّ متكلم أو قارئ في السيرة النبوية، أقول له:
صحِّح، وحَذِّر بعد أنْ تُنقحِّ ! ، وقعِّد الأصول؛ تصل إن شاء الله للمَأمُول.
وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولسائر المُوحِّدين
وصلى الله وسلم على الرحمة المهداة محمد، وعلى آله وصحبه، آمين.
وكتب
أبومارية أحمد بن فتحي

احذر أن تقول (فلان ليس له مصدر رزق)

الحمد لله، وبعد:
من الأخطاء التي تخالف العقيدة، والتي لم أر مَن نـوَّه عليها، ونبـَّه الناس إليها، مع شهرتها
قول بعضهم: فلان لم يعد له (مصدر) رزق.
الخطأ في كلمة (مصدر)، فإذا رجعنا إلى معناها نجد أن (المصدر) هو أصل الشيء ومبدؤه.
وأصلها (صدر)، حيث جاء في «تاج العروس»: «الصَّدْرُ: أعلى مُقدَّمِ كُلِّ شَيءٍ وأوَّلُه...، ويقولون: أَخَذَ الأَمْرَ بصَدْرِه أي بأَوَّولِه...، والصَّدْرُ: الرُّجُوعُ، كالمَصْدَرِ، صَدَرَ يَصْدُرُ بالضَّمّ، ويَصدِرُ بالكَسْر صُدُورًا وصَدْرًا». انتهى.
وجاء في «لسان العرب»: «الصَّدْر أَعلى مقدَّم كل شيء وأَوَّله». انتهى.
أما المورد فهو المِنهَل الذي يورد الناس عليه، وليس أصلًا للشيء، والله أعلم.
فمصدر الرزق مِن الله الرزاق سبحانه، أما العمل والتجارة وغيرها من أسباب فهي (موارد) و(أسباب)..
فإن شئت قلت (مَوْرِد رزق) أو (سبب رزق).
والله أعلم.
ملاحظة: انشر هذا للأهمية، فرُبَّ كلمة يقولها العبد مِن سخط الله، لا يلقي لها بالًا؛ فتهوي بصاحبها في النار سبعين خريفا؛ أعاذنا الله.
وكتب
أبومارية أحمد بن فتحي

السهر وآفاته

مَسْألةُ السَّهَر حقِيقةٌ بأنْ يُطْرق موضُوعها؛ لأهَمِّيتها، ويتَبيَّن ذَلِكَ بأمُورٍ كَثِيرةٍ، منها:
- أولًا: أنَّ السَّهَر مِمَّا تَعُم به البَلْوى.
- ثانيًا: ترتب الإثم إذا كان السَّهَر على مَا لا يَنْفع صَاحبه.
- ثالثًا: مَا يفوت بسَبَب السَّهَر مِن تضْيِيع الفَرائض أو تَأخِيرها.
- رابعًا: التَّثاقُل عن صَلاةِ الوِتْر بسَبَب التَّعَب.
- خامسًا: أنَّ السَّهَر جُزءٌ مِن الوَقْت الَّذِي سَيسأل عنه يوم القِيَامة.
وعلى ضَوء هَذَا يُقَال:
إنَّ السَّهَر يَكُون مَنْهيًّا عنه، بَلْ مُحرَّمًا إذا عَلم صاحبُه أنه سَيتَرتَّب علَيْه تَضْييع صلاة الفَجْر، ويَزْدَاد الإثْم جُرمًا إذا كان السَّهَر على مُحَرَّم.
ويحسن هنا إيراد ما رواه الإمام في «الموطأ»:
«أنَّ عُمَر بن الخَطَّاب -رضي الله تعالى عنه- فقَدَ سليمان بن أبي حثمة في صَلاة الصُّبح، فغَدَا عُمَر بن الخطَّاب إلى السُّوق -ومسْكَن سليمان بَيْن السُّوق والمَسْجِد النَّبوي- فمَرَّ علَى الشِّفاء أُمِّ سليمان، فقَال لها: لم أر سُليمان في الصُّبح! فقَالتْ: إنَّه باتَ يُصَلِّي فغَلبَتْه عَيْناه.
فقال عمر: لِأنْ أشْهدَ صلاة الصُّبح في الجَمَاعة أحَب إليَّ مِن أنْ أقُومَ لَيْلة».
فانْظُر كَيف عابَ عُمَر سَهَر سليمان بن أبي حثمة مع أنَّ سَهَره كان في صلاةٍ ودُعَاءٍ؛ وذَلِكَ لأنه قد تَرتَّب عليه تَضْييع ما هُو أهَم مِنْه.
قال الإمام الشَّاطبي: «كَره مالِكٌ إحْيَاء اللَّيل كُلَّه، وقال: لعَلَّه يُصْبح مغْلُوبًا.
وفي رَسُول الله أُسْوة.
ثُم قال: لا بَأس به مَا لَمْ يَضُر بصَلاة الصُّبح».
فكَيف بمَنْ كان سَهَره علَى غَيْر طَاعةٍ وخَيْرٍ؟
أبومارية أحمد بن فتحي
9 فبراير 2014م