نُشر 15 فبراير، 2015م
-------------
::::::::::::::::::::: السيرة النبوية وطريق الإلحاد :::::::::::::::::::::::::
.
الحمد لله، وصلى الله وسلم على مصطفاه، وآله وصحبه ومَن والاه، وبعد:
فمِن خلال تتبعي ومناقشاتي مع بعض الملحدين أو حتى الطاعنين في الإسلام ومنهم العلمانيين والزنادقة الذين نسمعهم كل يوم هُنا وهناك؛ تبيَّن أنهم يرتكزون في الطَّعن في الإسلام ورسول الإسلام صلى الله عليه وسلم على عِدَّة محاور وأصول إسلامية، منها على سبيل المثال لا الحصر:
- القرآن العظيم.
- السُّنة المُطهَّرة.
- السيرة النبوية العَطِرَة.
تلك ثلاثة غالبة، وإلا فهناك غيرها...
وكلامي الآن عن السيرة النبوية العطِرَة.
وهذا مِن باب:
نُصح الشباب، مِمَّن يُطالِعون السيرة النبوية مِن خلال الكتب المنشورة يمينًا وشمالًا، شرقًا وغربًا...
بل ومِن خلال كثرة الدُّعاة المتكلمين في السيرة؛ نظرًا لجهلهم بأصول الدين؛ فيجدون أن السيرة سهلة (مجرد قصص كما يزعمون)! ، أو لسهولة وصولهم للشباب.
(فالسيرة قصص مسلية في نظرهم! ولا اختلاف فيها بين جماعة وأخرى)...، وهكذا يستطيع أن يكتِّل الجمهور حوله!
وتنقضي السنون والشهور والأيام، وما علَّمَ الداعية صفة صلاة النبي!، وما تكلم الداعية في أصل من أصول العقيدة التي تحمي الشباب من الشبهات المنحرفة ! بل هي قصص وقصص..
ونَسَوْا تربية الشباب، ووضع الضوابط التي يفهمون بها السيرة...
فنجد أخيرًا:
أنَّ الشَّاب أخذ كمًّا مِن السيرة لا يدري صِحَّته من ضعفه ! ؛ فيبني عليه اعتقاده في الإسلام ورسول الإسلام صلى الله عليه وسلم!!
فعند أن يرجع للدَّاعية الجاهل للاستفسار وإزالة الشبهة ؛ لا يجد لديه جوابًا ! بل قد يجد جوابًا غير شافٍ؛ كما حصل مع أحد المُلحِدين، الذي تربَّى تحت يد (( ياسر برهامي )) سنين طويلة!
وأخيرًا لما ذهب إليه ؛ لم يجد أجوبةً تشفي غليل شبهاته؛ فألحَد وصار هو المُنظِّّر الأشهر والأقوى لطائفة الملحدين المصريين!!
كل ذلك يتسبب فيه ضعف الداعية ؛ وإن كانت هناك أسباب أخرى تخُص الشباب؛ إلا أنَّ المهمة الأكبر تقع على عاتق مَن تصدَّى لتعليم الناس وتربيتهم!
وبعد أن لا يجد الجواب الشافي؛ يُلحِد الشاب ! أو يبدأ بالطعن في بعض الثوابت من خلال السيرة؛ مثل أن يقول: الرسول كانت في نفسه أمور مِنِ فلان! وما ذلك إلا بسبب قصة سمعها ! ؛ فبنَى عليها...
.
فلذلك إن لِسَرْد السِّيرة النبوية ضوابط مهمة جدًّا يجب، ويجب، ويجب على القُصَّاص معرفتها، وحض الناس عليها، ومنها:
- التحديث بالصحيح.
- بيان الضعيف للتحذير منه؛ فلا يكفي مجرد ذِكر الصحبح فحسب! حتى لا يُظن أن المسكوت عنه صحيح كذلك!
- معرفة الشمائل؛ وهذا بندٌ مهم غاية في الأهمية! إذْ أنَّ في السيرة تصرفات لرسول الله صلى الله عليه وسلم، منها الحُزن، والفرَح، والغضب، وألفاظ...إلى آخره، مما هي عادة البشر!
فإذا عَلِم الشاب شمائله؛ وطبيعة وأصول أخلاقه -عليه الصلاة والسلام- استطاع أنْ يفهم مقصده في محلِّه.
مثال:
قد يقرأ شابٌّ أن النبي قال لفلان: «ثكلتك أمك»! فيلقي الشيطان في قلبه أنه يسب! فإذا علم دلالة اللفظ، وكيف قيل، وفي أي موضع، وعلم كذلك أنه ما كان يغضب إلا أن تُنتهك حرمات الله؛ فَهِمَ المقصد !
ولو عَلِم أنه بُعِث أصلًا رحمةً للعالمين، وأراد السِّتر على مَن جاء مُعتَرفًا بزناه ! ؛ فحينما تأتي شبهةُ أنَّ الإسلام يريد الجلد والقطع...إلخ؛ عرفَ أنَّ الأصل هو السِّتر !
وهكذا مسائل وأمثلة كثيرة يطول ذكرها وتفصيلها ؛ فليس هذا مقامها...
فهذا نداءٌ مهمٌّ، ونُصحٌ مُلِمٌّ لكلِّ متكلم أو قارئ في السيرة النبوية، أقول له:
صحِّح، وحَذِّر بعد أنْ تُنقحِّ ! ، وقعِّد الأصول؛ تصل إن شاء الله للمَأمُول.
وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولسائر المُوحِّدين
وصلى الله وسلم على الرحمة المهداة محمد، وعلى آله وصحبه، آمين.
وكتب أبومارية أحمد بن فتحي
-------------
::::::::::::::::::::: السيرة النبوية وطريق الإلحاد :::::::::::::::::::::::::
.
الحمد لله، وصلى الله وسلم على مصطفاه، وآله وصحبه ومَن والاه، وبعد:
فمِن خلال تتبعي ومناقشاتي مع بعض الملحدين أو حتى الطاعنين في الإسلام ومنهم العلمانيين والزنادقة الذين نسمعهم كل يوم هُنا وهناك؛ تبيَّن أنهم يرتكزون في الطَّعن في الإسلام ورسول الإسلام صلى الله عليه وسلم على عِدَّة محاور وأصول إسلامية، منها على سبيل المثال لا الحصر:
- القرآن العظيم.
- السُّنة المُطهَّرة.
- السيرة النبوية العَطِرَة.
تلك ثلاثة غالبة، وإلا فهناك غيرها...
وكلامي الآن عن السيرة النبوية العطِرَة.
وهذا مِن باب:
نُصح الشباب، مِمَّن يُطالِعون السيرة النبوية مِن خلال الكتب المنشورة يمينًا وشمالًا، شرقًا وغربًا...
بل ومِن خلال كثرة الدُّعاة المتكلمين في السيرة؛ نظرًا لجهلهم بأصول الدين؛ فيجدون أن السيرة سهلة (مجرد قصص كما يزعمون)! ، أو لسهولة وصولهم للشباب.
(فالسيرة قصص مسلية في نظرهم! ولا اختلاف فيها بين جماعة وأخرى)...، وهكذا يستطيع أن يكتِّل الجمهور حوله!
وتنقضي السنون والشهور والأيام، وما علَّمَ الداعية صفة صلاة النبي!، وما تكلم الداعية في أصل من أصول العقيدة التي تحمي الشباب من الشبهات المنحرفة ! بل هي قصص وقصص..
ونَسَوْا تربية الشباب، ووضع الضوابط التي يفهمون بها السيرة...
فنجد أخيرًا:
أنَّ الشَّاب أخذ كمًّا مِن السيرة لا يدري صِحَّته من ضعفه ! ؛ فيبني عليه اعتقاده في الإسلام ورسول الإسلام صلى الله عليه وسلم!!
فعند أن يرجع للدَّاعية الجاهل للاستفسار وإزالة الشبهة ؛ لا يجد لديه جوابًا ! بل قد يجد جوابًا غير شافٍ؛ كما حصل مع أحد المُلحِدين، الذي تربَّى تحت يد (( ياسر برهامي )) سنين طويلة!
وأخيرًا لما ذهب إليه ؛ لم يجد أجوبةً تشفي غليل شبهاته؛ فألحَد وصار هو المُنظِّّر الأشهر والأقوى لطائفة الملحدين المصريين!!
كل ذلك يتسبب فيه ضعف الداعية ؛ وإن كانت هناك أسباب أخرى تخُص الشباب؛ إلا أنَّ المهمة الأكبر تقع على عاتق مَن تصدَّى لتعليم الناس وتربيتهم!
وبعد أن لا يجد الجواب الشافي؛ يُلحِد الشاب ! أو يبدأ بالطعن في بعض الثوابت من خلال السيرة؛ مثل أن يقول: الرسول كانت في نفسه أمور مِنِ فلان! وما ذلك إلا بسبب قصة سمعها ! ؛ فبنَى عليها...
.
فلذلك إن لِسَرْد السِّيرة النبوية ضوابط مهمة جدًّا يجب، ويجب، ويجب على القُصَّاص معرفتها، وحض الناس عليها، ومنها:
- التحديث بالصحيح.
- بيان الضعيف للتحذير منه؛ فلا يكفي مجرد ذِكر الصحبح فحسب! حتى لا يُظن أن المسكوت عنه صحيح كذلك!
- معرفة الشمائل؛ وهذا بندٌ مهم غاية في الأهمية! إذْ أنَّ في السيرة تصرفات لرسول الله صلى الله عليه وسلم، منها الحُزن، والفرَح، والغضب، وألفاظ...إلى آخره، مما هي عادة البشر!
فإذا عَلِم الشاب شمائله؛ وطبيعة وأصول أخلاقه -عليه الصلاة والسلام- استطاع أنْ يفهم مقصده في محلِّه.
مثال:
قد يقرأ شابٌّ أن النبي قال لفلان: «ثكلتك أمك»! فيلقي الشيطان في قلبه أنه يسب! فإذا علم دلالة اللفظ، وكيف قيل، وفي أي موضع، وعلم كذلك أنه ما كان يغضب إلا أن تُنتهك حرمات الله؛ فَهِمَ المقصد !
ولو عَلِم أنه بُعِث أصلًا رحمةً للعالمين، وأراد السِّتر على مَن جاء مُعتَرفًا بزناه ! ؛ فحينما تأتي شبهةُ أنَّ الإسلام يريد الجلد والقطع...إلخ؛ عرفَ أنَّ الأصل هو السِّتر !
وهكذا مسائل وأمثلة كثيرة يطول ذكرها وتفصيلها ؛ فليس هذا مقامها...
فهذا نداءٌ مهمٌّ، ونُصحٌ مُلِمٌّ لكلِّ متكلم أو قارئ في السيرة النبوية، أقول له:
صحِّح، وحَذِّر بعد أنْ تُنقحِّ ! ، وقعِّد الأصول؛ تصل إن شاء الله للمَأمُول.
وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولسائر المُوحِّدين
وصلى الله وسلم على الرحمة المهداة محمد، وعلى آله وصحبه، آمين.
وكتب أبومارية أحمد بن فتحي

