مِن بِـدَع الـمـقـابـر

نُشر 23 فبراير 2015‏ م
.
:::::::::::::::::::::::::::::::: مِن بِـدَع الـمـقـابـر :::::::::::::::::::::::::::::::
.
بسم الله، والحمد لله، وصلى الله وسلم على نبيه ومصطفاه محمد، وآله وجميع صحبه، وبعد:
كنت أقرأ حديثًا، فوقفت عنده لاستخراج بعض الفوائد؛ فخطرت ببالي فائدة مهمة، والحديث هو: « مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين، فقال: إنهما ليُعَذَّبان وما يُعذَّبان في كبير، أما أحدهما: فكان لا يستتر من البول، وأما الآخر: فكان يمشي بالنميمة، فأخذ جريدة رطبة، فشقها نصفين، فغرز في كل قبر واحدة، فقالوا: يا رسول الله، لِمَ فعلت هذا ؟ قال : لعلَّه يُخفَّف عنهما ما لم ييبسا»
فالبدعة:
أنه انتشر اعتقادٌ عند بعض الناس أنَّ وجود الزروع الخضراء في المقابر تخفف عن الميت! مستشهدين بهذه اللفظة: ((فأخذ جريدة رطبة، فشقها نصفين، فغرز في كل قبر واحدة، فقالوا: يا رسول الله، لِمَ فعلت هذا ؟ قال : لعلَّه يُخفَّف عنهما ما لم ييبسا)) هذا استشهاد العالِم بالدليل !
لكن غالب الناس يفعلونها تقليدًا دون وعي !
وبعضهم يزرع صبار !
وبعضهم يأخذ جريدةً أو غُصنًا مِن أي نبات فيضعه على مقبض بوابة القبر؛ اعتقادًا أنه تخفف عن الميت
وهذا من بدع المقابر التي انتشرت منذ سنين ولا تزال مع الأسف !
والمعروف أنه لا ينفع الميت إلا ثلاث «صدقة جارية، علم يُنتفع به، ولدصالح يدعو له» لا غير.
فيُستفاد من الحديث:
أن هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم، لسبين:
الأول: أنه لم يفعله في قبرين غير هذين القبرين في هذا الموقف الوحيد.
الثاني: أنه لم يكن يعلم الغيب إلا ما أطلعه الله عليه فقط؛ وقد علم صلوات الله عليه أنَّ مَن في القبرين يُعذبان .
أما الذي يفعل هذا في زماننا: فلا يعلم غيبًا ولا هو نبي له خصوصية !
ويُستفاد من الحديث فائدة نادر عظيمة، وهي:
هذا الفِعل من سائر التاس فيه إساءة ظن بالميت!
لأن الذي يريد وضع شيء يخفف عن حبيبه المدفون ! هو في الأصل يسيء الظن به!
لأنه وضع الزرع للتخفيف؛ فمَن أدراه أنه يُعذَّب؟!
ارجع لنص الحديث ( إنهما يُعذَّبان) ! ولما وضع الجريدة قال: (لعله يخفَّف عنهما) !
فهل تسيء الظن بميتك أنه مُعذَّب؟ إذن فلتضع الزرع !
إن قال: لعلها تخفف عنه، فنحن لا نعلم حاله !
أي حال؟! إذا كنت لا تعلم الحال فبأي حُجة تضع؛ والعلة مِن الوضع أصلا هو تخفيف العذاب!
وصَلَتْ؟
وكتب
أبومارية أحمد بن فتحي
------------------------------------------------------------------------------------
ملاحظات مهمة:
نظرًا لأنني أجد كثيرًا مما أكتب منسوبًا لغيري ! فإنني أنوِّه بالآت:
لا أحل لمن نشر عني أن يحذف اسمي؛ وذلك لأسباب:
- مِن بركة العلم عزوه لأهله.
- لا يجوز نسبة جهد أحدٍ لغيره.
- أبيح، بل وأدين بالفضل لكل مَن يرى عني خطأ أنْ يناصحني! فإذا لم يجد اسمي؛ فقد ضاعت عليَّ النصيحة.
- لعل مستفيدًا رأى الكتابة يومًا فقال: جزَى الله فلانًا خيرًا. فلا أحب أن اُحرَم الدعاء.
- أبيح لكل إنسان أن ينقل عني ما أكتب، ولو بدون استئذان؛ بشرط التقيد بالنقاط السابق ذكرها
فمَن بدله بعد ما وصله؛ فعليه وِزره، ولا أحله!