نُشر 25 فبراير 2015م https://www.facebook.com/ahmad.binfathy/posts/709123432540113:0
::::::::::::::::::::::::::::::::::: الـصُّـوفـِيـَّـة :::::::::::::::::::::::::::::::::::
الحمد لله، وبعد:
فيسمع كثير من الناس هذا المصطلح (الصوفية و التصوف)، ولا يعرف عنه إلا اسمه، أو يعرف معارف مشوَّشة، وربما إذا رأى مَن يهاجمه فإنه يحاربه دون علم ! لمجرد معرفته بهذا الاصطلاح فقط! أو لأن جاره أو أباه أو شيخه أو مؤسسة بلده على الطريقة الصوفية!
فإذا سألتَه عن سبب دفاعه؟ وجدته صفر اليدين خاويتين !
إنما حُجَّته:
التقليد الذي دمَّر عقول العبيد ! وأفسد الدِّين المجيد !
.
وفي هذه السطور المختصرة القليلة سيتم عرض ما يخص الصوفية عرضًا عادلًا منصِفًا، فيه إسراف في العدل والإنصاف! إنْ جاز أن أعبِّر بهذا التعبير!
وحسْبُ مَن يقرأ سطوري هذه إيثار العدل والإنصاف..
وسوف أبسط آراء التصوف نفسه كما بـثَّها كبار شيوخ الصوفية بألسنتهم وأقلامهم، تاركًا للقارئ الحُكم، وحسبه أنْ يقارن بين أصول الإسلام التي يعيها كل مسلم بفطرته، وبين آراء التصوف التي خرجت عن الفِطرة...
.
من الإسلام إلى التصوف:
قال عبد الكريم القشيري - وهو من كبار أئمة الصوفية القدامى، وهو صوفي متعصب! -:
«اعلموا -رحمكم الله تعالى- أن المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتَسَمَّ أفضالهم في عصرهم بتسميةِ عَلَمٍ سِوَى [صحبة رسول الله] صلى الله عليه وسلم؛ إذ لا فضيلة فوقها، فقيل لهم: الصحابة.
ولما أدركهم أهل العصر الثاني سُمِّيَ مَن صَحِبَ الصحابة [التابعون]، ورأوا ذلك أشرف سِمَة.
ثم قيل لمن بعدهم: [أتباع التابعين].
ثم اختلف الناس وتباينت المراتب، فقيل لخواص الناس ممن لهم شدة عناية بأمر الدين: [الزهاد والعُـبَّـاد].
ثم ظهرت البدع، وحصل التداعي بين الفِرَق، فكل فريق ادَّعَوْا أنَّ فيهم زاهدًا، فانفرد أهل السنة المُراعُون أنفاسهم مع الله تعالى، الحافظون قلوبهم عن طوارق الغفلة باسم [التصوف]، واشتهر هذا الاسم لهؤلاء الأكابر قبل المائتين من الهجرة». انتهى من الرسالة للقشيري، وهنا يقرر القشيري أنه اسم حادث! لم يكن على عهد رسول الله وصحابته وتابعيهم!
.
وقال ابن الجوزي: «كانت النسبة في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإيمان والإسلام، فيقال: مسلم ومؤمن. ثم حدث اسم [زاهد وعابد]، ثم نشأ أقوام تعلقوا بالزهد والتعبد، فتخلوا عن الدنيا، وانقطعوا إلى العبادة، واتخذوا في ذلك طريقة تفردوا بها، وأخلاقًا تخلَّقوا بها، ورأوا أنَّ أول مَن انفرد بخدمة الله سبحانه وتعالى عند بيته الحرام رجل كان يقال له: «صوفة»، واسمه الغوث بن مر؛؛ فانتسبوا إليه لمشابهتهم إيَّاه في الانقطاع إلى الله سبحانه وتعالى، فسموا بالصوفية».
وهنا يقرر ابن الجوزي أنه اسم حادث لم يكن في عهد السلف الصالح، وإنما وقع الاسم في زمن الفتن وانتشار البدع، وفصَّل ابن الجوزي وقال إنهم ينتسبون لشخص صوفة، الغوث بن مر؛ إذن فهي فرقة قامت على مشابهة شخصٍ ما ! والله يقول: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر}.
.
أول مَن سُمِّي بالصوفِيِّ:
يقول صاحب كشف الظنون: «و أوَّل مَن سُمِّيَ بالصوفيِّ: أبو هاشم الصوفي، المتوفَّى سنة 150 هجرية»، وكذلك ذكرَ السيوطي في أوائله.
حال الصوفية في عهدها المبكر:
يقول القشيري (الصوفي المتعصب) !:
«إنَّ المحققين من هذه الطائفة انقرض أكثرهم، ولم يبق في زماننا هذا من هذه الطائفة إلا أثرهم...، حصلت الفترة في هذه الطريقة، لا! بل اندرست الطريقة بالحقيقة، وزال الورع، وطُوِيَ بسَاطُه، واشتد الطمع وقوي رباطه، وارتحل عن القلوب حرمة الشريعة، فعدوا قلة المبالاة بالدين أوثق ذريعة، ورفضوا التمييز بين الحلال والحرام، ودانوا بترك الاحترام، وطرح الاحتشام، واستخفوا بأداء العبادات، واستهانوا بالصوم والصلاة، وركضوا في ميدان الغفلات، وركنوا إلى اتباع الشهوات، وقلة المبالاة بتعاطي المحظورات، والاتفاق بما يأخذونه من السرقة والنسوان وأصحاب السلطان، ثم لم يرضوا بما تعاطوه من سوء هذه الأفعال حتى أشاروا إلى أعلى الحقائق والأحوال، وادعوا أنهم تحرروا عن رق الأغلال، وتحققوا بحقائق الوصال، وأنهم قائمون بالحق [يعني الله] تجري عليهم أحكامه، وهم محوٌ. وليس لله عليهم فيما يؤثرونه أو يذرونه عتب ولا لوم [[ أي: أصبحوا وهم قائمون بالله فلا إرادة لهم ولا اختيار فيما يأتون أو يَذَرون، وقد رفع عنهم التكليف، فإن أتوا بما يناقض الشرع تنصَّـلُوا من ذلك بأنهم ينفذون إرادة الله التي تسخرهم]]، وأنهم كوشفوا بأسرار الأحدية [[الأحدية هي المرتبة التي تكون فيها الذات الإلهية مجردة عن الاسم والصفة في عرف الصوفية !]]، واختلفوا عنهم بالكلية وزالت عنهم أحكام البشرية، وبقوا عند فنائهم بأنوار الصمدانية والقائل عنهم غيرهم إذا نطقوا، والنائب عنهم سواهم فيما تصرفوا، بل صُرِّفوا.انتهى من الرسالة للقشيري.
.
وهذا نقد القشيري الصوفي الكبير للتصوف في عهده! أي القرن الرابع الهجري، وأوائل الخامس.
ومنه يتجلى لنا:
أنَّ الصوفية في العهد المبكِّر وقفت من الإسلام موقف التحدي والعداء السافر !، وأنها كانت تقترف من سوء المنكرات ما جـعَل هذا الصوفي الكبير يحمل عليهم هذه الحملة الشعواء.
وأنها كانت تنفث آراء وتنـزع منازع لا صلة لها بالإسلام، إلا حين نـزعم أن للباطل صلة بالحق...
.
وخلاصة هذا:
أولًا:
التحلُّـل من التكاليف الشرعية، والعدوان على قداستها بدعوى -سقوطها عنهم!! والتوغل في المجانة المسرفة في البغي على القيم الروحية المقدسة.
ثانيًا:
الزعم بأنهم تجرَّدُوا مِن الصفات البشرية؛ إذْ قامت بهم الصفات الإلهية.
ثالثًا:
وتبعًا لهذا الزعم الخاطئ زعموا أنهم غير مسؤولين عن تصرفاتهم، وإنما المسؤول عنها هو الله !؛ لأنه هو الذي يصرِّفهم، ويتصرَّف لهم، ولم لا؟ وقد خلع عليهم صفاته، وأفناهم عن ذواتهم بذاته، وعن إرادتهم بإرادته.
.
كما نلحظ تردد هذه الكلمات «المحو، أسرار الأحدية، الكشف، الفناء» وهي ذات معانٍ خطيرة لمن وعاها !.
كما نلحظ أيضًا أنَّ القشيري الصوفي الكبير يـُحـقِّر هذه الدعاوَى، ويتهم أصحابها بالخَطل والحماقة وسوء الأدب، ويتوعدهم بلعنة الله!!
وتجد في (الرسالة) للقشيري نفسه نفْس هذه الآراء التي حمل عليها، وتجد ما هو أخطر منها!!
تذكير مهم:
هذا يجعلنا دائمًا نـتـَّخِذ موقف الحذر مِن نقد الصوفية لأنفسهم فقد يكون ستارًا يخفي وراءه ما هو أشد شناعة !! فانتبهوا لهذا.
بمعنى أنه غالبًا يخفى الأسوأ في النقد لنفسه
فإذا انتقد فلان نفسه بأنه يكذب كثيرًا؛ فلن يقول إنه يكذب وينهب ويخادع ويسرق! لكنه قد يعترف على نفسه بصفة مِن صفات !!
.
وأما إذا أردنا أن نتكلم عن الصوفية في عصرنا مِن تدنٍّ في العبادات، وشطحات في الأفكار والطُّرق ؛ فحدِّث ولا حرج!
فتجد الرقص ! والغناء ، واستعمال آلات الطرب، واختلاط الرجال بالنساء والنساء بالرجال، وتجد التمسح بالقبور والجدران والأعمدة، وأضرحة الميت الذي لا ينفع ولا يضر !، وتجد التشريك في الدعاء، والتوسل في النداء !!؛ لا يخفى كل هذا على كل لبيب!
.
وبعد هذه الشطحات أسأل سؤالًا لمَن كان معترضًا أن يجيبني قبل أن يعترض بكلمة واحدة:
السؤال: هل هذه الأفاعيل مِن دين محمد صلى الله عليه وسلم ؟
الجواب: .................
إذا أجبتني أيها المعترض فلك أن تعترض !
.
هذا ما أردت بيانه باختصار شديد جدا.
والله وحده مِن وراء القصد، وصلى الله وسلم على سيد المرسلين، وآله الطيبين الطاهرين، وصحابته الغر الميامين أجمعين.
وكتب أبومارية أحمد بن فتحي
------------------------------------------------------------------------------------
ملاحظات مهمة:
نظرًا لأنني أجد كثيرًا مما أكتب منسوبًا لغيري ! فإنني أنوِّه بالآت:
لا أحل لمن نشر عني أن يحذف اسمي؛ وذلك لأسباب:
- مِن بركة العلم عزوه لأهله.
- لا يجوز نسبة جهد أحدٍ لغيره.
- أبيح، بل وأدين بالفضل لكل مَن يرى عني خطأ أنْ يناصحني! فإذا لم يجد اسمي؛ فقد ضاعت عليَّ النصيحة.
- لعل مستفيدًا رأى الكتابة يومًا فقال: جزَى الله فلانًا خيرًا. فلا أحب أن اُحرَم الدعاء.
- أبيح لكل إنسان أن ينقل عني ما أكتب، ولو بدون استئذان؛ بشرط التقيد با
لنقاط السابق ذكرها
فمَن بدله بعد ما وصله؛ فعليه وِزره، ولا أحله!
::::::::::::::::::::::::::::::::::: الـصُّـوفـِيـَّـة :::::::::::::::::::::::::::::::::::
الحمد لله، وبعد:
فيسمع كثير من الناس هذا المصطلح (الصوفية و التصوف)، ولا يعرف عنه إلا اسمه، أو يعرف معارف مشوَّشة، وربما إذا رأى مَن يهاجمه فإنه يحاربه دون علم ! لمجرد معرفته بهذا الاصطلاح فقط! أو لأن جاره أو أباه أو شيخه أو مؤسسة بلده على الطريقة الصوفية!
فإذا سألتَه عن سبب دفاعه؟ وجدته صفر اليدين خاويتين !
إنما حُجَّته:
التقليد الذي دمَّر عقول العبيد ! وأفسد الدِّين المجيد !
.
وفي هذه السطور المختصرة القليلة سيتم عرض ما يخص الصوفية عرضًا عادلًا منصِفًا، فيه إسراف في العدل والإنصاف! إنْ جاز أن أعبِّر بهذا التعبير!
وحسْبُ مَن يقرأ سطوري هذه إيثار العدل والإنصاف..
وسوف أبسط آراء التصوف نفسه كما بـثَّها كبار شيوخ الصوفية بألسنتهم وأقلامهم، تاركًا للقارئ الحُكم، وحسبه أنْ يقارن بين أصول الإسلام التي يعيها كل مسلم بفطرته، وبين آراء التصوف التي خرجت عن الفِطرة...
.
من الإسلام إلى التصوف:
قال عبد الكريم القشيري - وهو من كبار أئمة الصوفية القدامى، وهو صوفي متعصب! -:
«اعلموا -رحمكم الله تعالى- أن المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتَسَمَّ أفضالهم في عصرهم بتسميةِ عَلَمٍ سِوَى [صحبة رسول الله] صلى الله عليه وسلم؛ إذ لا فضيلة فوقها، فقيل لهم: الصحابة.
ولما أدركهم أهل العصر الثاني سُمِّيَ مَن صَحِبَ الصحابة [التابعون]، ورأوا ذلك أشرف سِمَة.
ثم قيل لمن بعدهم: [أتباع التابعين].
ثم اختلف الناس وتباينت المراتب، فقيل لخواص الناس ممن لهم شدة عناية بأمر الدين: [الزهاد والعُـبَّـاد].
ثم ظهرت البدع، وحصل التداعي بين الفِرَق، فكل فريق ادَّعَوْا أنَّ فيهم زاهدًا، فانفرد أهل السنة المُراعُون أنفاسهم مع الله تعالى، الحافظون قلوبهم عن طوارق الغفلة باسم [التصوف]، واشتهر هذا الاسم لهؤلاء الأكابر قبل المائتين من الهجرة». انتهى من الرسالة للقشيري، وهنا يقرر القشيري أنه اسم حادث! لم يكن على عهد رسول الله وصحابته وتابعيهم!
.
وقال ابن الجوزي: «كانت النسبة في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإيمان والإسلام، فيقال: مسلم ومؤمن. ثم حدث اسم [زاهد وعابد]، ثم نشأ أقوام تعلقوا بالزهد والتعبد، فتخلوا عن الدنيا، وانقطعوا إلى العبادة، واتخذوا في ذلك طريقة تفردوا بها، وأخلاقًا تخلَّقوا بها، ورأوا أنَّ أول مَن انفرد بخدمة الله سبحانه وتعالى عند بيته الحرام رجل كان يقال له: «صوفة»، واسمه الغوث بن مر؛؛ فانتسبوا إليه لمشابهتهم إيَّاه في الانقطاع إلى الله سبحانه وتعالى، فسموا بالصوفية».
وهنا يقرر ابن الجوزي أنه اسم حادث لم يكن في عهد السلف الصالح، وإنما وقع الاسم في زمن الفتن وانتشار البدع، وفصَّل ابن الجوزي وقال إنهم ينتسبون لشخص صوفة، الغوث بن مر؛ إذن فهي فرقة قامت على مشابهة شخصٍ ما ! والله يقول: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر}.
.
أول مَن سُمِّي بالصوفِيِّ:
يقول صاحب كشف الظنون: «و أوَّل مَن سُمِّيَ بالصوفيِّ: أبو هاشم الصوفي، المتوفَّى سنة 150 هجرية»، وكذلك ذكرَ السيوطي في أوائله.
حال الصوفية في عهدها المبكر:
يقول القشيري (الصوفي المتعصب) !:
«إنَّ المحققين من هذه الطائفة انقرض أكثرهم، ولم يبق في زماننا هذا من هذه الطائفة إلا أثرهم...، حصلت الفترة في هذه الطريقة، لا! بل اندرست الطريقة بالحقيقة، وزال الورع، وطُوِيَ بسَاطُه، واشتد الطمع وقوي رباطه، وارتحل عن القلوب حرمة الشريعة، فعدوا قلة المبالاة بالدين أوثق ذريعة، ورفضوا التمييز بين الحلال والحرام، ودانوا بترك الاحترام، وطرح الاحتشام، واستخفوا بأداء العبادات، واستهانوا بالصوم والصلاة، وركضوا في ميدان الغفلات، وركنوا إلى اتباع الشهوات، وقلة المبالاة بتعاطي المحظورات، والاتفاق بما يأخذونه من السرقة والنسوان وأصحاب السلطان، ثم لم يرضوا بما تعاطوه من سوء هذه الأفعال حتى أشاروا إلى أعلى الحقائق والأحوال، وادعوا أنهم تحرروا عن رق الأغلال، وتحققوا بحقائق الوصال، وأنهم قائمون بالحق [يعني الله] تجري عليهم أحكامه، وهم محوٌ. وليس لله عليهم فيما يؤثرونه أو يذرونه عتب ولا لوم [[ أي: أصبحوا وهم قائمون بالله فلا إرادة لهم ولا اختيار فيما يأتون أو يَذَرون، وقد رفع عنهم التكليف، فإن أتوا بما يناقض الشرع تنصَّـلُوا من ذلك بأنهم ينفذون إرادة الله التي تسخرهم]]، وأنهم كوشفوا بأسرار الأحدية [[الأحدية هي المرتبة التي تكون فيها الذات الإلهية مجردة عن الاسم والصفة في عرف الصوفية !]]، واختلفوا عنهم بالكلية وزالت عنهم أحكام البشرية، وبقوا عند فنائهم بأنوار الصمدانية والقائل عنهم غيرهم إذا نطقوا، والنائب عنهم سواهم فيما تصرفوا، بل صُرِّفوا.انتهى من الرسالة للقشيري.
.
وهذا نقد القشيري الصوفي الكبير للتصوف في عهده! أي القرن الرابع الهجري، وأوائل الخامس.
ومنه يتجلى لنا:
أنَّ الصوفية في العهد المبكِّر وقفت من الإسلام موقف التحدي والعداء السافر !، وأنها كانت تقترف من سوء المنكرات ما جـعَل هذا الصوفي الكبير يحمل عليهم هذه الحملة الشعواء.
وأنها كانت تنفث آراء وتنـزع منازع لا صلة لها بالإسلام، إلا حين نـزعم أن للباطل صلة بالحق...
.
وخلاصة هذا:
أولًا:
التحلُّـل من التكاليف الشرعية، والعدوان على قداستها بدعوى -سقوطها عنهم!! والتوغل في المجانة المسرفة في البغي على القيم الروحية المقدسة.
ثانيًا:
الزعم بأنهم تجرَّدُوا مِن الصفات البشرية؛ إذْ قامت بهم الصفات الإلهية.
ثالثًا:
وتبعًا لهذا الزعم الخاطئ زعموا أنهم غير مسؤولين عن تصرفاتهم، وإنما المسؤول عنها هو الله !؛ لأنه هو الذي يصرِّفهم، ويتصرَّف لهم، ولم لا؟ وقد خلع عليهم صفاته، وأفناهم عن ذواتهم بذاته، وعن إرادتهم بإرادته.
.
كما نلحظ تردد هذه الكلمات «المحو، أسرار الأحدية، الكشف، الفناء» وهي ذات معانٍ خطيرة لمن وعاها !.
كما نلحظ أيضًا أنَّ القشيري الصوفي الكبير يـُحـقِّر هذه الدعاوَى، ويتهم أصحابها بالخَطل والحماقة وسوء الأدب، ويتوعدهم بلعنة الله!!
وتجد في (الرسالة) للقشيري نفسه نفْس هذه الآراء التي حمل عليها، وتجد ما هو أخطر منها!!
تذكير مهم:
هذا يجعلنا دائمًا نـتـَّخِذ موقف الحذر مِن نقد الصوفية لأنفسهم فقد يكون ستارًا يخفي وراءه ما هو أشد شناعة !! فانتبهوا لهذا.
بمعنى أنه غالبًا يخفى الأسوأ في النقد لنفسه
فإذا انتقد فلان نفسه بأنه يكذب كثيرًا؛ فلن يقول إنه يكذب وينهب ويخادع ويسرق! لكنه قد يعترف على نفسه بصفة مِن صفات !!
.
وأما إذا أردنا أن نتكلم عن الصوفية في عصرنا مِن تدنٍّ في العبادات، وشطحات في الأفكار والطُّرق ؛ فحدِّث ولا حرج!
فتجد الرقص ! والغناء ، واستعمال آلات الطرب، واختلاط الرجال بالنساء والنساء بالرجال، وتجد التمسح بالقبور والجدران والأعمدة، وأضرحة الميت الذي لا ينفع ولا يضر !، وتجد التشريك في الدعاء، والتوسل في النداء !!؛ لا يخفى كل هذا على كل لبيب!
.
وبعد هذه الشطحات أسأل سؤالًا لمَن كان معترضًا أن يجيبني قبل أن يعترض بكلمة واحدة:
السؤال: هل هذه الأفاعيل مِن دين محمد صلى الله عليه وسلم ؟
الجواب: .................
إذا أجبتني أيها المعترض فلك أن تعترض !
.
هذا ما أردت بيانه باختصار شديد جدا.
والله وحده مِن وراء القصد، وصلى الله وسلم على سيد المرسلين، وآله الطيبين الطاهرين، وصحابته الغر الميامين أجمعين.
وكتب أبومارية أحمد بن فتحي
------------------------------------------------------------------------------------
ملاحظات مهمة:
نظرًا لأنني أجد كثيرًا مما أكتب منسوبًا لغيري ! فإنني أنوِّه بالآت:
لا أحل لمن نشر عني أن يحذف اسمي؛ وذلك لأسباب:
- مِن بركة العلم عزوه لأهله.
- لا يجوز نسبة جهد أحدٍ لغيره.
- أبيح، بل وأدين بالفضل لكل مَن يرى عني خطأ أنْ يناصحني! فإذا لم يجد اسمي؛ فقد ضاعت عليَّ النصيحة.
- لعل مستفيدًا رأى الكتابة يومًا فقال: جزَى الله فلانًا خيرًا. فلا أحب أن اُحرَم الدعاء.
- أبيح لكل إنسان أن ينقل عني ما أكتب، ولو بدون استئذان؛ بشرط التقيد با
لنقاط السابق ذكرها
فمَن بدله بعد ما وصله؛ فعليه وِزره، ولا أحله!






