السهر وآفاته

مَسْألةُ السَّهَر حقِيقةٌ بأنْ يُطْرق موضُوعها؛ لأهَمِّيتها، ويتَبيَّن ذَلِكَ بأمُورٍ كَثِيرةٍ، منها:
- أولًا: أنَّ السَّهَر مِمَّا تَعُم به البَلْوى.
- ثانيًا: ترتب الإثم إذا كان السَّهَر على مَا لا يَنْفع صَاحبه.
- ثالثًا: مَا يفوت بسَبَب السَّهَر مِن تضْيِيع الفَرائض أو تَأخِيرها.
- رابعًا: التَّثاقُل عن صَلاةِ الوِتْر بسَبَب التَّعَب.
- خامسًا: أنَّ السَّهَر جُزءٌ مِن الوَقْت الَّذِي سَيسأل عنه يوم القِيَامة.
وعلى ضَوء هَذَا يُقَال:
إنَّ السَّهَر يَكُون مَنْهيًّا عنه، بَلْ مُحرَّمًا إذا عَلم صاحبُه أنه سَيتَرتَّب علَيْه تَضْييع صلاة الفَجْر، ويَزْدَاد الإثْم جُرمًا إذا كان السَّهَر على مُحَرَّم.
ويحسن هنا إيراد ما رواه الإمام في «الموطأ»:
«أنَّ عُمَر بن الخَطَّاب -رضي الله تعالى عنه- فقَدَ سليمان بن أبي حثمة في صَلاة الصُّبح، فغَدَا عُمَر بن الخطَّاب إلى السُّوق -ومسْكَن سليمان بَيْن السُّوق والمَسْجِد النَّبوي- فمَرَّ علَى الشِّفاء أُمِّ سليمان، فقَال لها: لم أر سُليمان في الصُّبح! فقَالتْ: إنَّه باتَ يُصَلِّي فغَلبَتْه عَيْناه.
فقال عمر: لِأنْ أشْهدَ صلاة الصُّبح في الجَمَاعة أحَب إليَّ مِن أنْ أقُومَ لَيْلة».
فانْظُر كَيف عابَ عُمَر سَهَر سليمان بن أبي حثمة مع أنَّ سَهَره كان في صلاةٍ ودُعَاءٍ؛ وذَلِكَ لأنه قد تَرتَّب عليه تَضْييع ما هُو أهَم مِنْه.
قال الإمام الشَّاطبي: «كَره مالِكٌ إحْيَاء اللَّيل كُلَّه، وقال: لعَلَّه يُصْبح مغْلُوبًا.
وفي رَسُول الله أُسْوة.
ثُم قال: لا بَأس به مَا لَمْ يَضُر بصَلاة الصُّبح».
فكَيف بمَنْ كان سَهَره علَى غَيْر طَاعةٍ وخَيْرٍ؟
أبومارية أحمد بن فتحي
9 فبراير 2014م