أصل الفاطميين شيعة، أسسوا دولتهم فى تونس، ثم نقلوها إلى مصر واتخذوها مقرًّا..، واستقلوا بمصر عن الدولة العباسية.
شمل ملكهم المغرب، ومصر، والشام، والجزائر، وشبه الجزيرة العربية، وسيسيليا، (وسيسيليا تعني بالعربىة: صقلية، وهي جزيرة في البحر المتوسط على شكل مثلث، تقع فى جنوب إيطاليا).
أما بقايا العباسيين فكانوا فى المشرق، وبقايا الأمويين فى الأندلس، وكلتا الدولتين كانتا تعاديان الفاطميين الشيعة، ووتشنان عليها الحملات...
وأصدر الخليفة العباسى بيانين شكك فيهما في أصل الفاطميين، ومن ضمن ما قاله فيهم: «أدعياء خوارج، لا نسب لهم في ولد على بن أبى طالب.. وإنما هم كفار فساق زنادقة، ملحدون معطلون، و للإسلام جاحدون، ولمذهب الثنوية والمجوسية معتقدون».
.
والحق أنهم يستمدون لقبهم (الفاطميون) من فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم، كما يدَّعون انتسابهم لآل البيت، عن طريق الإمام السابع (إسماعيل بن جعفر الصادق)، ومنه جاءت الطائفة الإسماعيلية.
ويرى أغلب المؤرخين اليوم أن نسبهم كان منحولًا؛ وهذا هو الحق الذي لا مرية فيه.
ويفضل أغلب علماء السنة أن يطلقَ عليهم لقب «العبيديون» نسبة إلى جدهم عبيد الله المهدي.
نجح الفاطميون بالزحف إلى مصر بعد محاولات عدة أيام المعز لدين الله على رأس جيش يقوده جوهر الصقلي سنة (358هـ ــ 968م) الذي أمر فور دخوله إليها بإنشاء وتأسيس مدينة القاهرة، والجامع الأزهر؛ لنشر المذهب الشيعي الخبيث بين المصريين، ومنعهم من لبس السواد شعار العباسيين، ومن أجل أن يعزز نفوذه فيها حصر الوظائف الهامة بأتباع المذهب الشيعي؛ فكان ذلك مدعاة لقبول كثيرين من أهل مصر اعتناق هذا المذهب.
وكان وقتئذٍ لا يوجد إلا جامع عمرو بن العاص، وجامع أحمد بن طولون وكلاهما على السُّنة...
وكيفما كان! فقد تمكنوا في فترة حكمهم من القضاء على خصومهم، وإخضاع الناس لهم، وظهر منهم خلفاء استطاعوا جلب الناس لحبهم، وكانوا على قدر من المسؤولية، وحسن الإدارة، مثل المعز لدين الله نفسه (الذي تولى منذ 362 إلى 365هـ أي نحو 972 إلى 975م)، والعزيز بالله (365 - 386هـ ــ 975 - 996م)..
فدانت لهم مصر بالولاء، واتسع نفوذهم؛ ليشمل الحجاز واليمن في أثناء انشغال الخلافة العباسية بالمشكلات التي كانت تواجهها...
ثم إنهم تصدوا لقوة القرامطة حينما انقلبوا عليهم في أعقاب انقطاع الأتاوي التي كانوا يأخذونها من أهل الشام، وتمكن العزيز بالله من هزيمتهم؛ لتدخل الشام بالكامل في طاعة الفاطميين، وبلغ الفاطميون ذروة نفوذهم حينما سير المستنصر بالله حملة عسكرية إلى بغداد تمكنت من دخولها وأخرجت خليفتها القائم العباسي من بغداد قسرًا سنة (450هـ ــ 1058م) وخطب أرسلان بن عبد الله البساسيري أحد دعاة الفاطميين لمولاه المستنصر على منابر بغداد.
ويذكر أن المستنصر بقي في سدة الخلافة ستين عامًا وهي فترة لم يسبق لأي من الخلفاء أن عمرها من قبل، وذلك كله كان العصر الأول لدولتهم..
أما العصر الثاني (عصر الوزراء كما يسميه المؤرخون) :
بدأت فيه مظاهر الضعف تظهر في مفاصل الدولة بعد أن أُطلِقَتْ أيدي الوزراء في الإدارة، وبدأت تتلاشى ملامح الأمجاد التي حققها الخلفاء من قبلُ؛ لتتحول الأوضاع في مصر إلى فوضى عارمة أسهمت في إضعاف بنيتها، وشجعت الطامعين بالانفصال عنها...
فقد أعلن الحسن بن علي بن باديس الصنهاجي استقلاله بشمالي إفريقيا، وعادت بغداد مرة ثانية لبني العباس، واستقلت بلاد الشام بزعامة آل مرداس والحمدانيين بالوقت التي أخذت تزداد فيه هجمات النورمانديين ( Normans ) على السواحل الخاضعة للسيادة الشيعية في شمالي إفريقيا، وأصبحت حال الخلفاء في مصر كحال خلفاء بني العباس في العراق يقنعون بما يمنح لهم من قبل الوزراء !
والجدير بالذكر أن عصر الوزراء في مصر بدأ بـ(بدر الجمالي) وهو رجل أرمني كان وليا على (عكا) بالشام، استعان به المستنصر لحل مشاكله وعراقيله، فقدم مصر في ثوب زائر ثري، بَيْد أنَّ هذا الوزير ما لبث أن استبد بالأمر، وجاء من بعده ولده (الأفضل)، ثم حفيده (أحمد بن الأفضل)، وتتابع الوزراء المستبدون، وتلقب بعضهم بألقاب ملكية كـ(رضوان الوحشي)، و(طلائع بن زريك) اللذين مهدا للتدخل الأجنبي في شؤون مصر.
وتلك كانت الشرارة الأولى لدخول الصليبيين والغرب للديار المصرية..
وهكذا الشيعة في كل زمان ومكان يخونون، ولا يؤتمنون!
وكان من نتائج هذا التدخل أن استعان الوزير (شاور) بـ(نور الدين زنكي)، في حين استعان الوزير (ضرغام بن عامر) بالصليبيين !
وانتهى الأمر أخيرًا بمقتل ضرغام سنة (559هـ ــ 1163م) على أيدي المصريين.
ومقتل شاور سنة (564هـ ــ 1168م) على يد صلاح الدين الأيوبي.
.
ترك الفاطميون بعد ما يزيد على مئتي عام في حكم مصر حضارة واضحة المعالم، انصب اهتمامهم في المقام الأول على:
إرساء قواعد الفكر الشيعي، ونشره على أوسع نطاق. وقد حفظ الله مصر والحمد لله ذي المنة والفضل والإنعام.
من جهة أخرى كان قصر الحاكم بأمر الله صاحب الشخصية المضطربة مركزًا لتيارات فكرية مختلفة تظهر واقع المجتمع الإسلامي، والظروف التي كانت تمر بها الأمة في مشرقها ومغربها، وكان وراء تلك التيارات عناصر شيعية، وأخرى سنية، ونصرانية، ويهودية، ولا دينية!
من الناحية العلمية:
أنها ازدهرت جدا وقتئذٍ، حيث (مثلت دار الحكمة) التي أنشأها الحاكمُ الجامعةَ التي استقطب إليها العلماء من جميع أنحاء العالم الإسلامي للبحث والتدريس والتأليف بمختلف العلوم والفنون...
ومن أبرز الشخصيات التي أمّت بلاط الحاكم بأمر الله:
الفلكي الشهير علي بن يونس.
وعالم الطبيعيات والبصريات الحسن بن الهيثم.
والمؤرخ ابن زولاق.
والشاعر ابن هانئ الأندلسي، وعمارة اليمني.
ولعل من ألمع الشخصيات التي عاصرت الحكم الشيعي في سورية الشاعر الفيلسوف: ( أبو العلاء المعري) الذي رفض ما قدمه إليه قائد جيش المستنصر بالرغم من فقره المدقع.
.
أما على صعيد البناء والعمران:
فقد ترك الشيعة آثارًا خالدة يأتي في مقدمتها كما سبق (مدينة القاهرة)، و(الجامع الأزهر) الذي نجاه الله من مكرهم إلى مذهب أهل السنة، وما الأبواب التي لاتزال ماثلة إلى اليوم (باب زويلة - باب النصر- باب الفتوح) سوى نماذج من تلك الآثار الفنية الرَّائعة التي جعلت مصر تحتل مرتبة متقدمة في هذا المجال...
بوفاة الخليفة الشيعي (العاضد) سنة (567هـ ــ 1171م)، والتي تلتها وفاة نور الدين زنكي ( 570هـ ــ 1174م) أصبح صلاح الدين الأيوبي الذي قدم مصر مع عمِّه أسد الدين شيركوه سلطانًا عليها؛ فاستقل بها مثل الفاطميين إلا أنه أرجع الأمر لأهله! واعترف بالتبعية للخليفة العباسي؛ فرحمه الله وعفا عنه.
ثم أعلن الدولة الأيوبية العباسية...فماذا فعل بمصر؟ وماذا فعل بالصليبيين الأوروبيين، وبالأقصى الذي ضيعه الشيعة الأرجاس ؟!
نتعرف عليه لاحقًا إن شاء الله .....
في: (مصر في عهد الدولة الأيوبية).
----------------------------------------------------------------------------
اضغط إعجاب ليصلك الجديد: مدونة أبي مارية أحمد بن فتحي
شمل ملكهم المغرب، ومصر، والشام، والجزائر، وشبه الجزيرة العربية، وسيسيليا، (وسيسيليا تعني بالعربىة: صقلية، وهي جزيرة في البحر المتوسط على شكل مثلث، تقع فى جنوب إيطاليا).
أما بقايا العباسيين فكانوا فى المشرق، وبقايا الأمويين فى الأندلس، وكلتا الدولتين كانتا تعاديان الفاطميين الشيعة، ووتشنان عليها الحملات...
وأصدر الخليفة العباسى بيانين شكك فيهما في أصل الفاطميين، ومن ضمن ما قاله فيهم: «أدعياء خوارج، لا نسب لهم في ولد على بن أبى طالب.. وإنما هم كفار فساق زنادقة، ملحدون معطلون، و للإسلام جاحدون، ولمذهب الثنوية والمجوسية معتقدون».
.
والحق أنهم يستمدون لقبهم (الفاطميون) من فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم، كما يدَّعون انتسابهم لآل البيت، عن طريق الإمام السابع (إسماعيل بن جعفر الصادق)، ومنه جاءت الطائفة الإسماعيلية.
ويرى أغلب المؤرخين اليوم أن نسبهم كان منحولًا؛ وهذا هو الحق الذي لا مرية فيه.
ويفضل أغلب علماء السنة أن يطلقَ عليهم لقب «العبيديون» نسبة إلى جدهم عبيد الله المهدي.
نجح الفاطميون بالزحف إلى مصر بعد محاولات عدة أيام المعز لدين الله على رأس جيش يقوده جوهر الصقلي سنة (358هـ ــ 968م) الذي أمر فور دخوله إليها بإنشاء وتأسيس مدينة القاهرة، والجامع الأزهر؛ لنشر المذهب الشيعي الخبيث بين المصريين، ومنعهم من لبس السواد شعار العباسيين، ومن أجل أن يعزز نفوذه فيها حصر الوظائف الهامة بأتباع المذهب الشيعي؛ فكان ذلك مدعاة لقبول كثيرين من أهل مصر اعتناق هذا المذهب.
وكان وقتئذٍ لا يوجد إلا جامع عمرو بن العاص، وجامع أحمد بن طولون وكلاهما على السُّنة...
وكيفما كان! فقد تمكنوا في فترة حكمهم من القضاء على خصومهم، وإخضاع الناس لهم، وظهر منهم خلفاء استطاعوا جلب الناس لحبهم، وكانوا على قدر من المسؤولية، وحسن الإدارة، مثل المعز لدين الله نفسه (الذي تولى منذ 362 إلى 365هـ أي نحو 972 إلى 975م)، والعزيز بالله (365 - 386هـ ــ 975 - 996م)..
فدانت لهم مصر بالولاء، واتسع نفوذهم؛ ليشمل الحجاز واليمن في أثناء انشغال الخلافة العباسية بالمشكلات التي كانت تواجهها...
ثم إنهم تصدوا لقوة القرامطة حينما انقلبوا عليهم في أعقاب انقطاع الأتاوي التي كانوا يأخذونها من أهل الشام، وتمكن العزيز بالله من هزيمتهم؛ لتدخل الشام بالكامل في طاعة الفاطميين، وبلغ الفاطميون ذروة نفوذهم حينما سير المستنصر بالله حملة عسكرية إلى بغداد تمكنت من دخولها وأخرجت خليفتها القائم العباسي من بغداد قسرًا سنة (450هـ ــ 1058م) وخطب أرسلان بن عبد الله البساسيري أحد دعاة الفاطميين لمولاه المستنصر على منابر بغداد.
ويذكر أن المستنصر بقي في سدة الخلافة ستين عامًا وهي فترة لم يسبق لأي من الخلفاء أن عمرها من قبل، وذلك كله كان العصر الأول لدولتهم..
أما العصر الثاني (عصر الوزراء كما يسميه المؤرخون) :
بدأت فيه مظاهر الضعف تظهر في مفاصل الدولة بعد أن أُطلِقَتْ أيدي الوزراء في الإدارة، وبدأت تتلاشى ملامح الأمجاد التي حققها الخلفاء من قبلُ؛ لتتحول الأوضاع في مصر إلى فوضى عارمة أسهمت في إضعاف بنيتها، وشجعت الطامعين بالانفصال عنها...
فقد أعلن الحسن بن علي بن باديس الصنهاجي استقلاله بشمالي إفريقيا، وعادت بغداد مرة ثانية لبني العباس، واستقلت بلاد الشام بزعامة آل مرداس والحمدانيين بالوقت التي أخذت تزداد فيه هجمات النورمانديين ( Normans ) على السواحل الخاضعة للسيادة الشيعية في شمالي إفريقيا، وأصبحت حال الخلفاء في مصر كحال خلفاء بني العباس في العراق يقنعون بما يمنح لهم من قبل الوزراء !
والجدير بالذكر أن عصر الوزراء في مصر بدأ بـ(بدر الجمالي) وهو رجل أرمني كان وليا على (عكا) بالشام، استعان به المستنصر لحل مشاكله وعراقيله، فقدم مصر في ثوب زائر ثري، بَيْد أنَّ هذا الوزير ما لبث أن استبد بالأمر، وجاء من بعده ولده (الأفضل)، ثم حفيده (أحمد بن الأفضل)، وتتابع الوزراء المستبدون، وتلقب بعضهم بألقاب ملكية كـ(رضوان الوحشي)، و(طلائع بن زريك) اللذين مهدا للتدخل الأجنبي في شؤون مصر.
وتلك كانت الشرارة الأولى لدخول الصليبيين والغرب للديار المصرية..
وهكذا الشيعة في كل زمان ومكان يخونون، ولا يؤتمنون!
وكان من نتائج هذا التدخل أن استعان الوزير (شاور) بـ(نور الدين زنكي)، في حين استعان الوزير (ضرغام بن عامر) بالصليبيين !
وانتهى الأمر أخيرًا بمقتل ضرغام سنة (559هـ ــ 1163م) على أيدي المصريين.
ومقتل شاور سنة (564هـ ــ 1168م) على يد صلاح الدين الأيوبي.
.
ترك الفاطميون بعد ما يزيد على مئتي عام في حكم مصر حضارة واضحة المعالم، انصب اهتمامهم في المقام الأول على:
إرساء قواعد الفكر الشيعي، ونشره على أوسع نطاق. وقد حفظ الله مصر والحمد لله ذي المنة والفضل والإنعام.
من جهة أخرى كان قصر الحاكم بأمر الله صاحب الشخصية المضطربة مركزًا لتيارات فكرية مختلفة تظهر واقع المجتمع الإسلامي، والظروف التي كانت تمر بها الأمة في مشرقها ومغربها، وكان وراء تلك التيارات عناصر شيعية، وأخرى سنية، ونصرانية، ويهودية، ولا دينية!
من الناحية العلمية:
أنها ازدهرت جدا وقتئذٍ، حيث (مثلت دار الحكمة) التي أنشأها الحاكمُ الجامعةَ التي استقطب إليها العلماء من جميع أنحاء العالم الإسلامي للبحث والتدريس والتأليف بمختلف العلوم والفنون...
ومن أبرز الشخصيات التي أمّت بلاط الحاكم بأمر الله:
الفلكي الشهير علي بن يونس.
وعالم الطبيعيات والبصريات الحسن بن الهيثم.
والمؤرخ ابن زولاق.
والشاعر ابن هانئ الأندلسي، وعمارة اليمني.
ولعل من ألمع الشخصيات التي عاصرت الحكم الشيعي في سورية الشاعر الفيلسوف: ( أبو العلاء المعري) الذي رفض ما قدمه إليه قائد جيش المستنصر بالرغم من فقره المدقع.
.
أما على صعيد البناء والعمران:
فقد ترك الشيعة آثارًا خالدة يأتي في مقدمتها كما سبق (مدينة القاهرة)، و(الجامع الأزهر) الذي نجاه الله من مكرهم إلى مذهب أهل السنة، وما الأبواب التي لاتزال ماثلة إلى اليوم (باب زويلة - باب النصر- باب الفتوح) سوى نماذج من تلك الآثار الفنية الرَّائعة التي جعلت مصر تحتل مرتبة متقدمة في هذا المجال...
بوفاة الخليفة الشيعي (العاضد) سنة (567هـ ــ 1171م)، والتي تلتها وفاة نور الدين زنكي ( 570هـ ــ 1174م) أصبح صلاح الدين الأيوبي الذي قدم مصر مع عمِّه أسد الدين شيركوه سلطانًا عليها؛ فاستقل بها مثل الفاطميين إلا أنه أرجع الأمر لأهله! واعترف بالتبعية للخليفة العباسي؛ فرحمه الله وعفا عنه.
ثم أعلن الدولة الأيوبية العباسية...فماذا فعل بمصر؟ وماذا فعل بالصليبيين الأوروبيين، وبالأقصى الذي ضيعه الشيعة الأرجاس ؟!
نتعرف عليه لاحقًا إن شاء الله .....
في: (مصر في عهد الدولة الأيوبية).
----------------------------------------------------------------------------
اضغط إعجاب ليصلك الجديد: مدونة أبي مارية أحمد بن فتحي

