في
كل مدة من الزمان تظهر تقارير مِن قِبَل بعض الباحثين في الطبيعة والتاريخ
والحضارات، ويقولون عن بعض المعالِم إنها من عجائب الدنيا..
ولكني أرى أن عجائب الدنيا لا تقتصر فقط على المعالم والأماكن والأبنية.. بل تنطبق على الأعلام ممن يحملون همَّ دين الله عز وجل..
ومَن أراد أن يتأمل هذا الكلام جيدا فلينظر في التاريخ، وسيرى رجالًا من أعاجيب الناس.. ربما فعلوا أمورًا لا يستطيعها أحد في زمنهم، وربما لم يفعلها أحدٌ منذ أن انقضى زمنهم لزمن غيرهم...
ولما تأملت في زمننا الذي نعيشه؛ وجدت أيضًا من الأعلام مَن يمكن أن يُطلق عليه وصف (أعجوبة الزمان)، وهذه حقيقة.. بعيدة عن المبالغة والغلو.. بيْد أنها أمور ظاهرة لكل عيان، لا ينكرها إنس ولا جان !
ولستُ بدعًا من الناس بوصفي إياهم (أعجوبة الزمان) فقد استعملها المؤرخون، وهي موجودة عند شيخ المؤرخين الذهبي في «سيَره».
وليس في وصف فلان بـ (أعوجوبة الزمان) تقليلًا لمن حوله من المخلصين.. كلا والله.. ولكن الله يمن على بعض عباده بأمور يتفردون بها عن غيرهم مِنةً منه وفضلا...لا يُمكن أن تُنكَر، وقد تفردوا بها حقًّا..
ولن أخرج عن حيز وطننا حتى لا أطيل، وحتى لا أكون مقصِّرًا إن نسيت أحدًا..
وبعد تأمُّل في وطننا ورجالاته، وجدت علَمـمَـيْن لا يمكن أن أصفهما إلا بهذا الوصف (أعجوبة الزمان) .. مع كامل التجرد من الغلو ــ أعاذنا الله منه ــ.
ومع كامل التجرد من هضم حق أحدٍ آخر من بقية الأعاجيب من مشايخنا حفظهم الله جميعًا...
تختلف معي أو تتفق فهذا شأنك.. ولكن إطلاق هذه الكلمة عليهما لما شهد به مَن حولهما كبيرا أو صغيرا.. عالما أو جاهلا.. ولما هو ظاهر منهما من أمور اختصوا بها وتميَّزوا ؛ منةً من الله عليهما..
فشيخنا البنا رعاه الله رجل اجتمعت فيه عدة خصال قلَّ أن تجتمع في عالم في هذا الزمان:
- العلم.
- شدة الأدب.
- شدة التواضع.
- الهمة العالية في الدعوة إلى الله.
- دعوته بعدة لغات.. (العربية، الانجليزية، الفرنسية) فقد سمعته قديمًا مرارًا يتكلم (الانجليزية والفرنسية) في دروس بعض الانجليز والفرنسيين من طلابه الأعاجم.
- الهمة العالية والنشاط الذي عرفته عنه في قيام الليل والتبتُّل.
- المواظبة الشديدة على صيام النوافل.
- الكرم.. حيث يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، لا يفرق بين غنيٍّ وفقير.
- الحرص على الائتلاف ونبذ الاختلاف.
- التبسط لطلابه؛ حتى إنه يحضر دروس مَن هم أصغر منه.. وقد فعل هذا مع كثيرين.. مما يدل على عدم اهتمامه بالشخص بقدر ما يدل على صدق نيته في الحرص على مجالس العلم.
- حرصه على طلب العلم.. حتى وهو في عمره هذا، وعلمه هذا.. فهو أحيانا يُخرج من جيبه كناشة يكتب فيها الفوائد !
- عالم مخضرم !
- أضف إلى ذلك كله ــ أخي القاريء ــ عمره الذي جاوز التسعين ! ولا يزال بهذه الهمة والنشاط والتيقظ.
فهل يمكن لأحد في هذا الزمان أن تجتمع فيه هذه الأوصاف ؟!
فهل استحق (أعجوبة الزمان ) ؟!
.....
أما عن الرسلان فجئني بمثله في هذا الزمان ؟!
اجتمعت فيه عدة خصال قلَّ أن تجتمع في عالم في هذا الزمان، منها:
- غزارة العلم.
- سَعة الاطلاع.
- قوة الحافظة.
- سرعة البديهة والردود المفحمة.
- شدةٌ على الزائغين.. تشابِهُ شدة السلف على أهل البدع.
ومثال ذلك ما قاله الشافعي عن حماد: «رحم الله حمَّاد بن سلَمة؛ كان شديدًا على أهل البدع».. يذكر ذلك ممدحة، ولا يخالف في هذا إلا من كان في قلبه زيغ ومرض، وعَلاه جهل مُدقِع.
- رفقٌ بين طلابه.. يشابه رفق الأب بأبنائه.
- الانكسار والتواضع الملاحَظ، والمعروف عنه عند القاصي والداني.
- التعبُّد الشديد.
- الهمة العالية في الصيام والقيام.
- أحسبه مستجاب الدعوة.. وهذا عن تجارب عرفتها عنه، ونُقلت إليَّ من الموثوقين.
- الكرم الذي يعهده كل من اختلط به، أو نزل بلدته؛ حتى شابهه أبناؤه وطلابه في هذا الخلُق الجم.
- العكوف الشديد على العلم والمدارسة.
- مواصلة الدروس والمحاضرات بشكل جذب إليه كل مبتغٍ للعلم من أقاصي الدنيا.
- علَامةٌ على السُّنة، يُمتحَن به.
- بركة الردود؛ حيث لا يتكلم في مخالف إلا أسقطه الله، وفضحه، ولم تقم له قائمة.
- اجتماع القلوب عليه، وكثرة المادحين من الصالحين والمصلحين.
- الزهد والورع.
- التفنن في الإلقاء والخطبة، فحق أن يقال عنه: أسد المنابر.
- التفنن في شتى العلوم كالطب، واللغة العربية بل والإنجليزية، والأدب العربي، والفقه الإسلامي.. وسائر علوم الدين والدنيا.
- قد حقَّ فيه قول شيخنا وأستاذنا طه عبد المقصود: (لو عاش في العصور السالفة ؛ لأدرجه الذهبي في السِّيَر).
فهل يمكن لأحد في هذا الزمان أن تجتمع فيه هذه الأوصاف ؟!
فهل استحق (أعجوبة الزمان ) ؟!
..
كانا مثاليْن فقط..
وإلا فقد وهب الله مصر في هذا الزمان ثلة أخرى من المشايخ الفضلاء، مثل شيخينا: خالد بن عبد الرحمن، وعادل السيد... وغيرهما حفظهم الله جميعًا.. فإن شئت أن أتكلم عن كل أحد لامتلأت صفحات.. كل منهم أعجوبة ..
وكيف لا يكون الشيخ من هؤلاء وغيرهم أعجوبة وقد انخلع من ظلمات الحزبيات إلى نور السنة، وتكالبت على دعوته الدعوات الحزبية من جانب.. والفتن والمحن من جانب آخر، والواحد منهم صابر على ذلك كله، يجاهد في دعوته.. مع سيرها ونجاحها بفضل الله تعالى.
فاللهم احفظهم، وأدم البركة عليهم، واجعلهم وإيَّانا مقـتفين آثار السالفين الأولين من النبيين والصديقين والصالحين.
وكتب أبومارية أحمد بن فتحي
ولكني أرى أن عجائب الدنيا لا تقتصر فقط على المعالم والأماكن والأبنية.. بل تنطبق على الأعلام ممن يحملون همَّ دين الله عز وجل..
ومَن أراد أن يتأمل هذا الكلام جيدا فلينظر في التاريخ، وسيرى رجالًا من أعاجيب الناس.. ربما فعلوا أمورًا لا يستطيعها أحد في زمنهم، وربما لم يفعلها أحدٌ منذ أن انقضى زمنهم لزمن غيرهم...
ولما تأملت في زمننا الذي نعيشه؛ وجدت أيضًا من الأعلام مَن يمكن أن يُطلق عليه وصف (أعجوبة الزمان)، وهذه حقيقة.. بعيدة عن المبالغة والغلو.. بيْد أنها أمور ظاهرة لكل عيان، لا ينكرها إنس ولا جان !
ولستُ بدعًا من الناس بوصفي إياهم (أعجوبة الزمان) فقد استعملها المؤرخون، وهي موجودة عند شيخ المؤرخين الذهبي في «سيَره».
وليس في وصف فلان بـ (أعوجوبة الزمان) تقليلًا لمن حوله من المخلصين.. كلا والله.. ولكن الله يمن على بعض عباده بأمور يتفردون بها عن غيرهم مِنةً منه وفضلا...لا يُمكن أن تُنكَر، وقد تفردوا بها حقًّا..
ولن أخرج عن حيز وطننا حتى لا أطيل، وحتى لا أكون مقصِّرًا إن نسيت أحدًا..
وبعد تأمُّل في وطننا ورجالاته، وجدت علَمـمَـيْن لا يمكن أن أصفهما إلا بهذا الوصف (أعجوبة الزمان) .. مع كامل التجرد من الغلو ــ أعاذنا الله منه ــ.
ومع كامل التجرد من هضم حق أحدٍ آخر من بقية الأعاجيب من مشايخنا حفظهم الله جميعًا...
تختلف معي أو تتفق فهذا شأنك.. ولكن إطلاق هذه الكلمة عليهما لما شهد به مَن حولهما كبيرا أو صغيرا.. عالما أو جاهلا.. ولما هو ظاهر منهما من أمور اختصوا بها وتميَّزوا ؛ منةً من الله عليهما..
فشيخنا البنا رعاه الله رجل اجتمعت فيه عدة خصال قلَّ أن تجتمع في عالم في هذا الزمان:
- العلم.
- شدة الأدب.
- شدة التواضع.
- الهمة العالية في الدعوة إلى الله.
- دعوته بعدة لغات.. (العربية، الانجليزية، الفرنسية) فقد سمعته قديمًا مرارًا يتكلم (الانجليزية والفرنسية) في دروس بعض الانجليز والفرنسيين من طلابه الأعاجم.
- الهمة العالية والنشاط الذي عرفته عنه في قيام الليل والتبتُّل.
- المواظبة الشديدة على صيام النوافل.
- الكرم.. حيث يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، لا يفرق بين غنيٍّ وفقير.
- الحرص على الائتلاف ونبذ الاختلاف.
- التبسط لطلابه؛ حتى إنه يحضر دروس مَن هم أصغر منه.. وقد فعل هذا مع كثيرين.. مما يدل على عدم اهتمامه بالشخص بقدر ما يدل على صدق نيته في الحرص على مجالس العلم.
- حرصه على طلب العلم.. حتى وهو في عمره هذا، وعلمه هذا.. فهو أحيانا يُخرج من جيبه كناشة يكتب فيها الفوائد !
- عالم مخضرم !
- أضف إلى ذلك كله ــ أخي القاريء ــ عمره الذي جاوز التسعين ! ولا يزال بهذه الهمة والنشاط والتيقظ.
فهل يمكن لأحد في هذا الزمان أن تجتمع فيه هذه الأوصاف ؟!
فهل استحق (أعجوبة الزمان ) ؟!
.....
أما عن الرسلان فجئني بمثله في هذا الزمان ؟!
اجتمعت فيه عدة خصال قلَّ أن تجتمع في عالم في هذا الزمان، منها:
- غزارة العلم.
- سَعة الاطلاع.
- قوة الحافظة.
- سرعة البديهة والردود المفحمة.
- شدةٌ على الزائغين.. تشابِهُ شدة السلف على أهل البدع.
ومثال ذلك ما قاله الشافعي عن حماد: «رحم الله حمَّاد بن سلَمة؛ كان شديدًا على أهل البدع».. يذكر ذلك ممدحة، ولا يخالف في هذا إلا من كان في قلبه زيغ ومرض، وعَلاه جهل مُدقِع.
- رفقٌ بين طلابه.. يشابه رفق الأب بأبنائه.
- الانكسار والتواضع الملاحَظ، والمعروف عنه عند القاصي والداني.
- التعبُّد الشديد.
- الهمة العالية في الصيام والقيام.
- أحسبه مستجاب الدعوة.. وهذا عن تجارب عرفتها عنه، ونُقلت إليَّ من الموثوقين.
- الكرم الذي يعهده كل من اختلط به، أو نزل بلدته؛ حتى شابهه أبناؤه وطلابه في هذا الخلُق الجم.
- العكوف الشديد على العلم والمدارسة.
- مواصلة الدروس والمحاضرات بشكل جذب إليه كل مبتغٍ للعلم من أقاصي الدنيا.
- علَامةٌ على السُّنة، يُمتحَن به.
- بركة الردود؛ حيث لا يتكلم في مخالف إلا أسقطه الله، وفضحه، ولم تقم له قائمة.
- اجتماع القلوب عليه، وكثرة المادحين من الصالحين والمصلحين.
- الزهد والورع.
- التفنن في الإلقاء والخطبة، فحق أن يقال عنه: أسد المنابر.
- التفنن في شتى العلوم كالطب، واللغة العربية بل والإنجليزية، والأدب العربي، والفقه الإسلامي.. وسائر علوم الدين والدنيا.
- قد حقَّ فيه قول شيخنا وأستاذنا طه عبد المقصود: (لو عاش في العصور السالفة ؛ لأدرجه الذهبي في السِّيَر).
فهل يمكن لأحد في هذا الزمان أن تجتمع فيه هذه الأوصاف ؟!
فهل استحق (أعجوبة الزمان ) ؟!
..
كانا مثاليْن فقط..
وإلا فقد وهب الله مصر في هذا الزمان ثلة أخرى من المشايخ الفضلاء، مثل شيخينا: خالد بن عبد الرحمن، وعادل السيد... وغيرهما حفظهم الله جميعًا.. فإن شئت أن أتكلم عن كل أحد لامتلأت صفحات.. كل منهم أعجوبة ..
وكيف لا يكون الشيخ من هؤلاء وغيرهم أعجوبة وقد انخلع من ظلمات الحزبيات إلى نور السنة، وتكالبت على دعوته الدعوات الحزبية من جانب.. والفتن والمحن من جانب آخر، والواحد منهم صابر على ذلك كله، يجاهد في دعوته.. مع سيرها ونجاحها بفضل الله تعالى.
فاللهم احفظهم، وأدم البركة عليهم، واجعلهم وإيَّانا مقـتفين آثار السالفين الأولين من النبيين والصديقين والصالحين.
وكتب أبومارية أحمد بن فتحي

