وما يدريك لعله يزكي

قاعدة مهمة:
أخبرني أحد شيوخي عام (1999م)، وهو المُحَقِّق أبو يحيى زكريا المقريء، قال لي:
(( خُذ قاعدة؛: إذَا فعَل السلف فعلنا، وإذا لم يفعلوا انتهينا)). انتهى.
وسِرتُ عليها زمنًا [وإلى اليوم والحمد لله]؛ حتى:
- تسبَّـبَتْ في نجاتي من كثير من الحزبيات وقت الصِّغَر والاندفاع والحماس...
- ثم كانت سببًا في معرفتي للمنهج الحق الَّذي أدين الله به الآن.
وحينما منَّ الله عليَّ وهُديتُ المنهج الحق باستيعاب وفَهم؛ ذهبت إليه أخبره بما أعتقد ....
فوجدته ينافح عن بعض المخالفين! فتركـتـُه...
ثُم رأيتُ مِن باب النصيحة، ومِن باب ردِّ الجميل أن أناصحه...
فذهبتُ، فذكَّرتُه ببعض نصائحه لي ولأٌقـراني ذاك الوقت....، ولازلتُ به حتى أذْعَنَ؛ ولله الحمد أوَّلًا وآخِرًا...
ثم انقطعَت الأخبار عام ( 2006 م ) ...
وكانَ رجُلًا ذا علمٍ غَزير، ذَا عبادةٍ وزُهد وخفاء، كنتُ إذا رأيتُه أشعر فيه بخشية وهيبة ولا أستطيع أن أَحُدَّ النظر فيه، إذا رأيته وحْدَه كان عابس الوجه ويحرك شفتيه، فإذا رأَى أحدًا؛ تبسَّمَ وسَكنَتْ شفتاه...
رحمه الله حيًّا وميِّتًا..
وجزَى الله خيرًا كلَّ مَن علَّمَنا نافِعًا..
- فلا تستهِن بكلمةٍ تخرج منك! فربما تنقذ بها نفسًا أو تهلكها..
- ولا تستقِلّ شأن مَن أمامك؛ فربما نفعه الله؛ فنفع غيره.. وتذَّكَّر دائمًا أبدًا قوله تعالى: (وما يدريك لعله يزَّكَّى، أو يذكَّر فتنفعه الذكرى).
- ولا تترك النَّصِيحَة لأحدٍ مهما كبُر أو صغُر.
واعلم أنَّ العلامة المحقق الموحِّد حامد الفقي رحمه الله؛ ما عرَف التوحيد حقًّا، ومنهج السلف صِحَّةً، إلَّا مِن عامِّيٍّ فلاح!! وكان شيخًا والفلاح جاهلًا! إلَّا أن الفلاح دلَّه ونصحه!
وأسأل الله الثبات لي ولإخواني حتى الممات.
كتبته 7 ديسمبر 2014م
أبومارية أحمد بن فتحي