هل يعذبنا الله على الزيادة في العبادة؟!


بسم الله، وبعد:
- بعض المسلمين أحيانًا يصيبهم شيءٌ من النشاط والهِمَّة؛ فيـحب أن يتعبد اللهَ عز وجل بمزيد مِن الطاعات، والنوافل، والذِّكر، وقراءة القرآن...، وسائر أنواع العبادات.
- والبعض لا يكتفي بعبادةٍ ما؛ حتى يزيد فيها شيئًا استحسنه (على رأي المصريين يحط التاتش بتاعه !!)؛؛؛
فمثلًا:
* إذا أذَّن للصلاة يقول في آخر الأذان: (وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم).
أو
* إذا تثاءب يقول (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)! ولا ندري مِن أين جاءت!
أو
يحتفل بمولد النبي صلوات الله عليه؛ حُـبًّا فيه!
وغير ذلك مِن بعض الزيادات التي لا يعلم هو دليلًا عليها؛ إلا أنه قلَّدها؛ فإذا سألته ما الدليل؟
أجاب: رأيت فلانًا فعل..، أو سمعت أحدًا قال...
وإن كان مُسلمًا مُتبعًا سمع نصيحة الناصحينَ وانتهى.
وإن كان من المجادلين لمجرد الجدل (وهذا موجود في زماننا بكثرة)، يقول لك:
هو ربنا هيعذبنا عشان بنصلي على النبي؟!
هو ربنا هيعذبنا عشان كذا..إلخ.
انتو ليه بتكرهوا الصلاة على النبي؟!!!
فهو يرى الأمر حسنًا؛ ففعَلَه؛ ولم يعلم المسكين أن البدعة معناها (باختصار ويُسر):
كل قول أو فعل بغير دليل بغرض التقرب إلى الله! إما زيادةً في العبادة أو نقصًا!
.
وهذا الذي يقوله البعض لمجرد الجدل؛ ليس الأول من نوعه؛ فقد حصل سابقًا وكان الرد مِن أبلغ الردود المُفحِمة !
فقَد رَأَى (سيد التابعين) سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ رَجُلًا يُصَلِّي بَعْدَ الْعَصْرِ الرَّكْعَتَيْنِ يُكَبِّرُ، وابن المسيِّب ينهاه عن ذلك.
فَقَالَ الرجُل: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أَيُعَذِّبُنِي اللَّهُ عَلَى الصَّلَاةِ؟
فقَالَ أبو محمد سعيد بن المسيب: «لَا، وَلَكِنْ يُعَذِّبُكَ اللَّهُ بِخِلَافِ السُّنَّةِ»!! انتهى.
فعـلَّق إمامُنا الألباني قائلًا:
(هذا من بدائع أجوبة سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى وهو سلاح قوي على المبتدعة الذين يستحسنون كثيرا من البدع باسم انها ذكر وصلاة ثم ينكرون على أهل السنة إنكار ذلك عليهم ويتهمونهم بأنهم ينكرون الذكر والصلاة ! ! وهم في الحقيقة إنما ينكرون خلافهم للسنة في الذكر والصلاة ونحو ذلك)انتهى كلامه.
.
فاللهُ أمرك -يا عبد الله- بركعتين؛ اجعلها ركعتين!
أمرك بأربعة؛ اجعلها أربعة!
أمر بأذان بألفاظه المُعينة؛ أدِّها كما وردَت !!
فلستَ أنت أفضل مِن رسول الله وأصحابه!
ولستَ أعلم مِن أهل العلم الذين وقفوا على النصوص بغير زيادةٍ أو نقص!
وصدق الصحابي الجليل ابن مسعود حين قال:
(الاقتصاد في السُّنة؛ خير مِن الاجتهاد في البدعة).
فالمُحِبُّ هو المُتَّبِع؛ {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}.
فنعم! يعذبك الله على عدم الاتباع! ويعذبك لمخالفة الهَدى والسُّنة.. حتى لو صليت مئة ركعة بغير دليل!! لن تنفعك.
والله الهادي سواء السبيل.
وكتب
أبومارية أحمد بن فتحي
10 ديسمبر 2014