بعض أوجه (أما بعد)

الحمد لله، وبعد:
في كلمة «بعد» عِدَّة أوْجُه:
1- «أمَّا بعدُ» بضَمِّ الدَّال، وأصلها «أمَّا بَعْدَ ذلِك»..؛ فحذف المُضاف إليه، واسْتُعِيضَتْ عنه بالضَّمة.
والنبيُّ -عليه الصلاة والسلام- استعملها في سائرِ خُطَبِه.
وترجم عليها الإمام البخاريُّ في «صحيحه» (باب من قال في الخطبة بعد الثناء: أما بعد)، والعلماء يتسامحون فيها.
وأفضل صِيَغِها: «أمَّا بَعدُ».
2- «وبعدُ»، وهذا جائز الاستعمال، أي: وبَعدَ ذلك.
3- ويجوز فيها «وبَعْدَه».
فهذه صِيَغ ثلاث جائـزة، ولا غضَاضَةَ فيها مِن جهة المعنى اللُّغَوِي، ولا مِن جِهَةِ اقـتِـفَاء السُّنة.
ذكرتُ ذلك اختصارًا، ولي بحث مطوَّل فيها، وكيفية البدء بعدها، وهل تُضاف الفاء أم تُحذف.. وغير ذلك من مسائل وأوجُه.
عسى الله ييسر طبعه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
وكتب
أبومارية أحمد بن فتحي