وهل يتوب المبتدع ؟!

لا يمكن لمبتدع أن يتوب إلا إذا وفقه الله له للتوبة
فقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال: «إنَّ الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته».
وذلك لأنه يرى نفسه صوابًا أبدًا
فها أنت ترى التكفيريين، والجهاديين، والإخوان المفلسين، والصوفية، والقرآنيين الزنادقة، والعلمانيين، وغيرهم من سائر الطوائف والفِرق والأفكار، ينادون بالتمسك بالإسلام؛ ولكل طريقته المخالفة، التي لا يراها صوابًا إلا هو !
- فالتكفيري والجهادي يكفِّر المسلمين ويقتلهم وهو يقول: (يارب تقبل مني)!
- والإخواني يكفر الحُكام المسلمين، ويشق عصا الطاعة، وربما قاتل مِن المسلمين مَن ليس على فِكره، وهو يقول: (يارب تقبل مني)!
- والصوفي يرقص، ويتوسل بالأموات، وربما ترك الصلاة زاعمًا رفع التكليف عنه، وهو يقول: (يارب تقبل مني)!
- والقرآني الزنديق، أو التنويري، ينكر سُنة رسول الله التي قال عنها القرآن: {وما آتاكم الرسول فخذوه}، وقال: {ونزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزِّل إليهم}، وهو يقول: (يارب تقبل مني)!
- والعلماني يريد تنحية الدين كله! ويقول: (يارب تقبل مني)!
يذكروني بشيخ المعتزلة في زمانه (النظَّام) حيث كان يقول قبل موته:
«اللهم إن کنتَ تعلم أني لم أقصِّر فی نصرة توحیدك، ولم أعتقد مذهبًا من المذاهب اللطیفة إلّا لأشد به التوحید، فما کان منها یخالف التوحید فأنا منه بریء؛ فاغفرلی ذنوبی، وسهّل علیّ سکرة الموت».
فإذا كان ذلك كذلك فأنَّى يُحدِّث المبتدع نفسه بالتوبة ؟!
وكتب
أبومارية أحمد بن فتحي