من مصادر التفسير (الصحابة)

هذه فائدة ذكرتها في درس (مناهج المفسرين) بتاريخ: 6 ديسمبر 2014 ، وأرى من المفيد نشرها، لاسيما في يومنا الذي صار من يسمون (تنويريين) يشككون في السُّنة، وأقوال سلف الأمة، وضمنها كتب التراث التي يريدون إحراقها.. فهل يُحرق (تفسير الطبري) وغيره مما جمعت تفاسير أصحاب رسول الله ؟!
فلابد من البيان، والرد على كل حيوان!
قلت:
مصادر الصحابة رضوان الله عليهم في التفسير عِدَّة
فمن مصادرهم :
1- القرآن بأحرفه السبعة.
لأنَّ القرآن مثاني يفسر بعضه بعضًا.
2- السُّنة.
فإنَّ النبيَّ فسَّر لهم آيات تنصيصًا، وسنته تفسر لهم آيات كثيرة من القرآن لا على وجه التنصيص.
3- أسباب النزول.
ولهذا قال ابن مسعود ((ما من آية أنزلت إلا وأنا أعلم متى أنزلت ، وأين أنزلت ، والله لو أنّ أحدا على ظهر الأرض عنده علم بالقرآن ، ليس عندي تبلغه المطي لرحلت إليه)) وقد كان من أعلم الصحابة بأسباب النزول وهكذا غيره.
4- العلم بأحوال العرب التي كانوا عليها.
فإنَّ مَن لم يعلم أحوال العرب التي كانوا عليها في عقائدهم ودياناتهم وتعبداتهم وعلاقاتهم الاجتماعية وتجاراتهم ..............الخ ، فإنَّه لن يحسن التفسير؛؛ لأنه سيجعل التفسير يناسب قومًا دون قوم (ومعرفة السبب تورث العلم بالمسبب) ، (والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب) .
5- سؤال بعضهم بعضا.
فإنَّ ابن عباس سأل عمر عن المرأتين اللتين تظاهرتا على رسول الله في قول الله جلّ وعلا : ((إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإنّ الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين))، فقال عمر : هما عائشة وحفصة.
6- لغة العرب.
لأنَّ القرآن أنزل بلسان عربي مبين.
فمثلًا: عمر لما كان يتلو سورة النحل في يوم الجمعة على المنبر وقف مرّة عند قوله جلّ وعلا : أو يأخذهم على تخوف فإنّ ربكم لرؤوف رحيم
فقال عمر: ما التخوف ؟
كأنّه أشكل عليه معنى التخوف في هذه الآية.
فقام : رجل من المسلمين فقال له يا أمير المؤمنين التخوف في لغتنا التنقص قال شاعرنا أبو كبير الهذلي :
تخوّف الرّحل منها تامكا فردا كما تَخَوَّف عودُ النّبعة السَّفِنُ.
كذلك ابن عباس يقول: كنت لا أعلم معنى ((فاطر السموات والأرض)) حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر فقال أحدهما : أنا فطرتها ـ يعني ابتدأتها قبله ـ
ففهم منها معنى فاطر السموات والأرض.
وابن عباس له في الاحتجاج بالشعر واللغة الميدان الواسع..
واحتجاج الصحابة في التفسير بلغة العرب كثير في ذلك فتكون من مصادر الصحابة رضوان الله عليهم في التفسير.
والله أعلم
وكتب
أبومارية أحمد بن فتحي