مصر في العصور الاسلامية
الجزء الثاني
الدولة الاموية

انقضى عهد الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، ودخلت الفِتَن....
وقامت الدولة الأُموية، ورأسها معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
عرف الأمويون أهمية بلاد مصر، وأنها قادرة على محاربة البيزنطيين إذا ما تعاونت جانبًا إلى بلاد الشام...
البيزنطيون.. الذين استغلوا الحروب الداخلية بين عليٍّ ومعاوية رضي الله عنهما ...
فكانوا يعاودون الغارة بين الحين والآخر على السواحل الشامية والمصرية...
ومن جهة أخرى كانت مصر هي القاعدة العسكرية الأساسية التي تنطلق منها الجيوش تجاه إفريقية، ثم إلى الأندلس فيما بعدُ....
يتضح من هذا أن مصر كانت البوَّابة لدخول كثير من البلدان تحت راية الإسلام، وكانت النبراس المنير بنور الإسلام داخل تلك البلاد..
لم تكن مصر موالية دائمًا لبني أمية، فقد وقف المصريون بعد وفاة يزيد بن معاوية سنة (64هـ/683م) إلى جانب عبد الله بن الزبير في مواجهة عبد الملك بن مروان، غير أنهم ما لبثوا أن دخلوا في طاعة عبد الملك بعد أن استمالهم وتألَّفهم..
وخصوصًا حينما وليها أخوه عبد العزيز بن مروان، وبالرغم من ذلك كان شيعة علِيٍّ يتحينون الفرص بين الحين والآخر؛ لُيعلِنُوا تمردهم على سلطان بني أمية، وليس أدل على ذلك من أن مروان بن محمد لم يجد من أهل مصر من يقف إلى جانبه حينما لجأ إليها حتى مقتله سنة (132هـ/750م).
بعض مَن يشككون في التاريخ ويزوِّرون: يزعمون أن العهد الأموي في مِصْر كان جائرًا، ظالمًا، يأكل أموال الناس، بل رجع الحال كمان كان قبل دخول الإسلام..
أنَّ العصر الأموي كان عصر استقرار النظم السياسية، والإدارية الإسلامية بمصر!
فقد تم تعريب الدواووين في ذلك العصر، كما هاجَرت كثير من القبائل العربية إلى مصر خلال ذلك العصر.
وقد جدَّدَ الولاة الأمويون وعمَّروا جامع عمرو بن العاص، وممن بذل الجهود والأموال لذلك التجديد: مسلمة بن مخلد، وقُرَّة بن شريك.
وأنشأ الوالي عبدالعزيز بن مروان مدينة (حلوان).
كما اهتم الأمويين عن طريق ولاتهم بمشروعات الرَّي، وأنشؤوا الجسور، والقناطر، ومقاييس النيل، مثل مقياس أسوان الذي بناه عمرو بن العاص، ومقياس الروضة الذي بناه أسامه بن زيد التنوخي.
ودارات الحروب، والخروج على الولاة والخلفاء حتى سقطت، وقامت الدولة العباسية...
يتبع.... (مصر في عهد الدولة العباسية)
----------------------------------------------------------------------------