بسم الله الرحمن الرحيم
هذه سلسلة بعنوان (( مصر في العصور الإسلامية ))
سلسلة مقالات مختصرة تبين حقائق تاريخية غامضة..
غير التي درسناها في المدارس والجامعات،
وغير ما يُبث ويُدسُّ في التلافز والمسلسلات...؛
كتبتها، أبين فيها مصر منذ دخلها الإسلام،
في عصر الخلفاء الراشدين، مرورًا بمصر في العصر الأموي، ثم العباسي، ثم الطولوني، ثم الإخشيدي، مرورًا بعصر دولة الرافضة (الفاطميون)، والأيوبي ... إلى مطلع الدولة العثمانية...
وبيان أول مَن خانَ وزرع البذرة الأولى، وأدخل على مصر الاحتلالات الغربية...
التي بسببها تغيرت الهُويَّة المصرية، بل العربية... .
سلسلة مهمة رُغم اختصارها،
وسوف أرفعها لكم مجزءةً كل عصر على حدة في مقال مستقل..
وأهم ما فعل ذاك العصر في مصر، وأهم ما ترك فيها من ميزات أو عيوب...
المقال الأول: ( مصر في عهد الخلفاء الراشدين).
فأقول:
سجَّل المسلمون صفحاتٍ خالدةً مِن صفحات حضارتهم المجيدة،
والتي تُعَد انطلاقة لهم مِن جزيرتهم العربية إلى بلاد الشام والعراق،
حيث فعلوا في أشهر وسنوات قليلة ما فاق التوقعات،
وما كان يفعله غيرهم في قرون! حتى نزحوا على الديار المصرية التي كانت تئنُّ وتستغيث من جَور الرومان الذين كانوا يأخذون أقواتهم،
ويفرضون الضرائب الباهظة على الشعب المُعدَم.. حتى لم تقتصر الضرائب على الأحياء -في سابقة تاريخية- بل على الأموات أيضًا !
فلم يكن يُسمح بدفن الميت إلا بعد دفع ضريبة معينة! وتتبع الرومان قادة القِبط (المصريين) بالقتل والتعذيب؛ حتى اضطروهم إلى الهرب إلى الصحراء، وإقامة أماكن عبادتهم في مناطق نائية أو مهجورة؛
وذلك حفاظًا على ما تبقى لديهم من حياةٍ بائسة يائسة! وعلى صعيد الشام.. استقر المقام بعمرو بن العاص في فلسطين حتى شعر بالحاجة الماسَّة لفتح مصر
بهدفين:
1- تأمين بلاد الشام من الخطر البيزنطي الجاثم فوق أرض مصر.
2- وتخليص المصريين ما هم فيه من جَور، وإلقاء حياة نور الإسلام داخل نفوسهم وبلادهم.
فاستأذن الخليفةَ الفاروق عمر بن الخطاب رضي لله عنه في فتحها، وأذن له بعد تردد...؛
فقصدها عمرو بن العاص على رأس (أربعة آلاف رجل) وأول ما نزل وفتح كانت: (العريش)، و(الفرَما) بشمال سيناء، و(بلبيس) بالشرقية. .
قاومه البيزنطيون فألحق بهم الهزائم المتوالية ؛ فانسحبوا إلى (حصن بابليون) في (مصر القديمة) وهي الآن تُسمى (ماري جرجس) إحدى محطات مترو الأنفاق. .
حصارهم بضعة أشهر، وبعد الحصار دخل المسلمون إلى مصر، وعبروا النيل غربًا،
وفرضوا الحصار على الإسكندرية إلى أن فتحوها صُلحًا سنة (21هـ/641م). .
تابع عمرو رضي الله عنه فتوحاته في الجنوب، غير أنَّ ملك الروم الامبراطور (قسطنطين) استغل انشغال عمرو بن العاص بفتوحاته لتلك المناطق ووجه إلى الإسكندرية حملة بحرية تمكنت من دخول المدينة ..
فنهبتها وقتلت عددًا من سكانها.. فعاد عمرو مرة ثانية ودخل الإسكندرية وهزم البيزنطيين، وقتل قائدهم بمساعدة سكانها الأقباط ! أرءيتم؟! فقد فرح الأقباط بفتح مصر، لا كما يصوره لكم الإعلام والنصارى اليوم أن المسلمين احتلوا مصر !
وفرضوا عليها الإسلام ! بل جاءهم الإسلام مخلصًا منقذًا . بعد ذلك قام عمرو رضي الله عنه ببعض الإصلاحات ورفع المظالم والغرامات التي فرضها الروم على السكان وعاملهم معاملة حسنة،
وأعاد مطرانهم بنيامين إلى كرسيه مما استجلب محبتهم، ودانوا له بالطاعة والولاء ! .
وأنشأ عمرو بن العاص مدينة (الفسطاط) ؛ لتكون مَقرًّا لولاة مصر مِن بعده. وفي عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه جعل على ولاية مصر (سنة 23هـ/643م) أخاه في الرضاعة عبد الله بن سعد بن أبي سرح الذي باشر بتوجيه الحملات العسكرية إلى شمالَي إفريقيا، وهو أول من فكر بإنشاء أسطول عربي بالتعاون مع والي الشام معاوية بن أبي سفيان،
بهدف:
القضاء على النفوذ البيزنطي على سواحل المتوسط الشرقية والجنوبية. . وفي عهد عبد الله بن أبي السرح أيضًا وصلت الجيوش الإسلامية إلى (دنقلة) في السودان (سنة 31هـ/651م) وصالح أهلها بموجب معاهدة اشتملت بنودها على بعض الاتفاقيات الاقتصادية.
إذن هو مَن ضمَّ السودان ! التي أضاعها جمال عبد الناصر فيما بعد ! .أما داخلِيًّا: فقد أدت مصر دورًا خطيرًا في أحداث الفتنة التي انتهت بمقتل عثمان رضي الله عنه، فقد استغل مثيرو تلك الفتنة انشغال عبد الله بن أبي السرح بالحرب مع ملك النوبة.. فقاموا بتحريض المصريين على الخليفة،
وعامله على مصر وكان هذا الخروج على الخليفة عثمان يتزعمه (محمد بن أبي حذيفة) الذي كان له ولأتباعه دور أساسي في مقتل الخليفة عثمان.
وغداة تلك الحادثة المشؤومة أعلن محمد بن أبي حذيفة البيعة لعلِيٍّ رضي الله عنه في الوقت الذي التفَّ فيه أتباع عثمان حول معاوية يتقدمهم معاوية بن حديج...
غير أن الأوضاع في مصر لم تستقر إلا بعد استشهاد علي بن أبي طالب والإعلان عن خلافة معاوية بن أبي سفيان، الذي وجه إليها جيشًا بقيادة عمرو بن العاص وتمكن من السيطرة عليها وإخضاعها من جديد سنة (41هـ/661م)
؛ لتصبح مصر منذ ذلك التاريخ ولاية أُموِيَّة بعد انقضاء دولة الخلفاء الراشدين... وبالمناسبة:
فدولة الخلفاء الراشدين وفتح مصر كانت له آثار عظيمة في نفوس المصريين،، ويمكنك الاطلاع من هنا على بعض ما جاء حول هذا الموضوع: http://blal33.blogspot.com.eg/2016/01/blog-post_36.html .......................................................................................... يتبع.. ( مصر في عهد الدولة الأُمويَّة )
هذه سلسلة بعنوان (( مصر في العصور الإسلامية ))
سلسلة مقالات مختصرة تبين حقائق تاريخية غامضة..
غير التي درسناها في المدارس والجامعات،
وغير ما يُبث ويُدسُّ في التلافز والمسلسلات...؛
كتبتها، أبين فيها مصر منذ دخلها الإسلام،
في عصر الخلفاء الراشدين، مرورًا بمصر في العصر الأموي، ثم العباسي، ثم الطولوني، ثم الإخشيدي، مرورًا بعصر دولة الرافضة (الفاطميون)، والأيوبي ... إلى مطلع الدولة العثمانية...
وبيان أول مَن خانَ وزرع البذرة الأولى، وأدخل على مصر الاحتلالات الغربية...
التي بسببها تغيرت الهُويَّة المصرية، بل العربية... .
سلسلة مهمة رُغم اختصارها،
وسوف أرفعها لكم مجزءةً كل عصر على حدة في مقال مستقل..
وأهم ما فعل ذاك العصر في مصر، وأهم ما ترك فيها من ميزات أو عيوب...
المقال الأول: ( مصر في عهد الخلفاء الراشدين).
فأقول:
سجَّل المسلمون صفحاتٍ خالدةً مِن صفحات حضارتهم المجيدة،
والتي تُعَد انطلاقة لهم مِن جزيرتهم العربية إلى بلاد الشام والعراق،
حيث فعلوا في أشهر وسنوات قليلة ما فاق التوقعات،
وما كان يفعله غيرهم في قرون! حتى نزحوا على الديار المصرية التي كانت تئنُّ وتستغيث من جَور الرومان الذين كانوا يأخذون أقواتهم،
ويفرضون الضرائب الباهظة على الشعب المُعدَم.. حتى لم تقتصر الضرائب على الأحياء -في سابقة تاريخية- بل على الأموات أيضًا !
فلم يكن يُسمح بدفن الميت إلا بعد دفع ضريبة معينة! وتتبع الرومان قادة القِبط (المصريين) بالقتل والتعذيب؛ حتى اضطروهم إلى الهرب إلى الصحراء، وإقامة أماكن عبادتهم في مناطق نائية أو مهجورة؛
وذلك حفاظًا على ما تبقى لديهم من حياةٍ بائسة يائسة! وعلى صعيد الشام.. استقر المقام بعمرو بن العاص في فلسطين حتى شعر بالحاجة الماسَّة لفتح مصر
بهدفين:
1- تأمين بلاد الشام من الخطر البيزنطي الجاثم فوق أرض مصر.
2- وتخليص المصريين ما هم فيه من جَور، وإلقاء حياة نور الإسلام داخل نفوسهم وبلادهم.
فاستأذن الخليفةَ الفاروق عمر بن الخطاب رضي لله عنه في فتحها، وأذن له بعد تردد...؛
فقصدها عمرو بن العاص على رأس (أربعة آلاف رجل) وأول ما نزل وفتح كانت: (العريش)، و(الفرَما) بشمال سيناء، و(بلبيس) بالشرقية. .
قاومه البيزنطيون فألحق بهم الهزائم المتوالية ؛ فانسحبوا إلى (حصن بابليون) في (مصر القديمة) وهي الآن تُسمى (ماري جرجس) إحدى محطات مترو الأنفاق. .
حصارهم بضعة أشهر، وبعد الحصار دخل المسلمون إلى مصر، وعبروا النيل غربًا،
وفرضوا الحصار على الإسكندرية إلى أن فتحوها صُلحًا سنة (21هـ/641م). .
تابع عمرو رضي الله عنه فتوحاته في الجنوب، غير أنَّ ملك الروم الامبراطور (قسطنطين) استغل انشغال عمرو بن العاص بفتوحاته لتلك المناطق ووجه إلى الإسكندرية حملة بحرية تمكنت من دخول المدينة ..
فنهبتها وقتلت عددًا من سكانها.. فعاد عمرو مرة ثانية ودخل الإسكندرية وهزم البيزنطيين، وقتل قائدهم بمساعدة سكانها الأقباط ! أرءيتم؟! فقد فرح الأقباط بفتح مصر، لا كما يصوره لكم الإعلام والنصارى اليوم أن المسلمين احتلوا مصر !
وفرضوا عليها الإسلام ! بل جاءهم الإسلام مخلصًا منقذًا . بعد ذلك قام عمرو رضي الله عنه ببعض الإصلاحات ورفع المظالم والغرامات التي فرضها الروم على السكان وعاملهم معاملة حسنة،
وأعاد مطرانهم بنيامين إلى كرسيه مما استجلب محبتهم، ودانوا له بالطاعة والولاء ! .
وأنشأ عمرو بن العاص مدينة (الفسطاط) ؛ لتكون مَقرًّا لولاة مصر مِن بعده. وفي عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه جعل على ولاية مصر (سنة 23هـ/643م) أخاه في الرضاعة عبد الله بن سعد بن أبي سرح الذي باشر بتوجيه الحملات العسكرية إلى شمالَي إفريقيا، وهو أول من فكر بإنشاء أسطول عربي بالتعاون مع والي الشام معاوية بن أبي سفيان،
بهدف:
القضاء على النفوذ البيزنطي على سواحل المتوسط الشرقية والجنوبية. . وفي عهد عبد الله بن أبي السرح أيضًا وصلت الجيوش الإسلامية إلى (دنقلة) في السودان (سنة 31هـ/651م) وصالح أهلها بموجب معاهدة اشتملت بنودها على بعض الاتفاقيات الاقتصادية.
إذن هو مَن ضمَّ السودان ! التي أضاعها جمال عبد الناصر فيما بعد ! .أما داخلِيًّا: فقد أدت مصر دورًا خطيرًا في أحداث الفتنة التي انتهت بمقتل عثمان رضي الله عنه، فقد استغل مثيرو تلك الفتنة انشغال عبد الله بن أبي السرح بالحرب مع ملك النوبة.. فقاموا بتحريض المصريين على الخليفة،
وعامله على مصر وكان هذا الخروج على الخليفة عثمان يتزعمه (محمد بن أبي حذيفة) الذي كان له ولأتباعه دور أساسي في مقتل الخليفة عثمان.
وغداة تلك الحادثة المشؤومة أعلن محمد بن أبي حذيفة البيعة لعلِيٍّ رضي الله عنه في الوقت الذي التفَّ فيه أتباع عثمان حول معاوية يتقدمهم معاوية بن حديج...
غير أن الأوضاع في مصر لم تستقر إلا بعد استشهاد علي بن أبي طالب والإعلان عن خلافة معاوية بن أبي سفيان، الذي وجه إليها جيشًا بقيادة عمرو بن العاص وتمكن من السيطرة عليها وإخضاعها من جديد سنة (41هـ/661م)
؛ لتصبح مصر منذ ذلك التاريخ ولاية أُموِيَّة بعد انقضاء دولة الخلفاء الراشدين... وبالمناسبة:
فدولة الخلفاء الراشدين وفتح مصر كانت له آثار عظيمة في نفوس المصريين،، ويمكنك الاطلاع من هنا على بعض ما جاء حول هذا الموضوع: http://blal33.blogspot.com.eg/2016/01/blog-post_36.html .......................................................................................... يتبع.. ( مصر في عهد الدولة الأُمويَّة )

