قال والت تايلور في رسالته عن الألفاظ العربية في اللغة (الإنجليزية):
إنه في المدة ما بعد 1450 ميلادية كان الداخل إلى اللغة الإنجليزية من الألفاظ العربية بمعدل 83 بالمائة، وذلك بعد أن اتسعت آفاق التجارة، وأسباب المواصلات بين الشرق والغرب، وقد كان للجزيرة الأندلسية أعظم أثر فيما قدمته العربية للغات الأوربية، فالسيادة العربية التي بقيت في تلك الجزيرة بضعة قرون قد طعمت لغتها الأسبانية والبرتغالية بعدد كبير من الألفاظ.
أو كما قال..
.
والذي يفتح كتاب دوزي عن الألفاظ في اللغة (الأسبانية) يجد فيه نحو ( ألف وخمس مائة ) كلمة من أصل عربي، بعضها يرجع إلى عهود العرب الأولى في الأندلس.
.
كذلك فقد دخلت إلى أوربا ولغاتها مصطلحات كثيرة عن طريقة جزيرة (صقلية)، وعن طريق الحروب الصليبية.
.
وقد قسم الأستاذ الكاتب أنيس المقدسي هذه الألفاظ العربية إلى عدة أنواع:
أولًا: أعلام أشخاص وأمكنة وألقاب خاصة.
ثانيًا: ألفاظ ومصطلحات مستحدثة.
ثالثًا: مصطلحات علمية، وخصوصًا (الفلكية) منها، مثل: أسماء النجوم (إبرة العقرب) و(الشعري) و(رأس الثعبان).
رابعًا: ألفاظ عربية تبنتها اللغة (الإنجليزية)، أمثال: منبر، وكنيسة، وسراط، وفردوس، وسكر، ومسك، وفندق.
وقد اندغمت هذه المصطلحات والألفاظ في اللغة الإنجليزية، وهيمنت عليها الإنجليزية؛ حتى لم تعد أصولها العربية واضحة.
وهذه الهيمنة تعكس ثقافتنا التي أصبحت في انحدار ملاحَظ، وتعكس لهث مثقفينا إلى التغريب والتقليد نحو الغربيين، وبالتالي فهذه اللهثات نتاج خَوَر حاصل لا يحتاج أن نعرج عليه... فهو يدمي القلوب، ويبكي العيون.
.
وعلى كل حال، فمجال القول في هذا الموضوع الذي نحن بصدده ذو سعة، وقد تناوله عشرات الباحثين الأجانب، ومنهم:
1- والتر تايلور في كتابه: «ما اكتسبت الإنجليزية من العربية».
2- الأب لامنسي في كتابه: «علاقة العربية بالفرنسية».
3- دوزي في كتابه: «علاقة العربية بالأسبانية والبرتغالية».
4- «قاموس أكسفورد».
5- «قاموس وبستر».
6- «معجم الألفاظ الفلكية» لأمين المعلوف.
7- «معجم ألفاظ النبات» للدكتور أحمد عيسى.
8- «معجم الألفاظ الزراعية» للأمير مصطفى الشهابي.
9- «معجم العلوم الطبيعية والطبية» للدكتور محمد شرف.
10- «معجم الألفاظ الداخلة في اللغة العربية» للقس الفي.
وأخيرًا، كان هذا معراجًا سريعًا على قيمة لغتنا، وكيف اهتم بها الأقدمون؛ حتى صارت سيدة اللغات، وكيف خذلها المتأخرون حتى تكاد أن تكون طلاسم ! أو تكون مكتوبة بالأعجمية..
وعزاءً للأندلس.. كيف ساهمت سفيرةً للإسلام والعربية قديمًا، وكيف يضاد ذلك أبناء العرب ممن يلهثون خلف تقاليد الغربيين ولغاتهم وعاداتهم...فإنا لله وإنا إليه راجعون.
والحمد لله على كل حال.
وكتب
أبومارية أحمد بن فتحي
--------------------------

