عَذْبهُ شَدا بمعرفة الشيخ سعد ندا


إنا لله وإنا إليه راجعون...
فقد آلـمَـنا الليلة (ليلة الأربعاء) (28) جُمادَى الآخرة لعام (1437هـ)، الموافق (6) إبريل لعام (2016م)، نبأ وفاة فضيلة شيخنا / سعد ندا، المِصْري، أستاذ العقيدة بـ«الجامعة الإسلامية»، بـ«المدينة النبوية»، وعضو «هيئة التوعية الإسلامية» في موسم الحج بـ«المملكة العربية السعودية».
رجُلُ العقيدة.
رجلٌ مِن أسودِ وحُرَّاس العقِيدَةِ والسُّنةِ في مصرَ، وشبه الجزيرة العربية.
بدأت رحلته مع مشايخه المُوحِّدين في مصر:
العلامة المجاهد محمد حامد الفقي، والعلامة الفقيه المفتي/ عبدالرزاق عفيفي، والعلامة عبد الرحمن الوكيل، والعلامة هرَّاس، السلفي...
مرورًا بأقرانه المجاهدين في السُّنة حق الجهاد:
العلامة الجامِي، وشيخنا محمد بن عبد الوهاب البنا، وشيخنا الوالد حسن بن عبد الوهاب البنا..
كان ــ رحمه الله ــ أول مَن أبصرت عينايَ، وسمعَتْ به أذناي، ومِن أوَّل مَن عرفتهم في مصر من أهل السُّنة الخُلَّص؛ منذ أربعة عشر عام (تقريبًا)، وذلك حينما قرأتُ ثناء الشيخ المجاهد ربيع المدخلي عليه، ووصِيَّته للمصريِّين بالأخذ عنه، والاستفادة منه...، وكان قد أقعده المرضُ ! فبقِيَت السؤالات والاستفادة، ولله الحمد والمنة...
وقد رأيت له مقدمات كتب لبعض الشيوخ المصريين، مثل: الشيخ علِي الوصيفي حفظه الله..
ولم تقع بين يديَّ ترجمةٌ موسَّعةٌ له، ولم يُكتب عنه كثير كلام، إلا ترجمةً ذكرها أخونا الشيخ محمد بن عوض السكندري ــ وفقه الله ــ حيث قال ما نصه:
«هو من الرعيل الأول لعلماء أنصار السنة رحمهم الله
من مشايخه:
العلامة محمد حامد الفقي
العلامة عبدالرزاق عفيفي
العلامة عبدالرحمن الوكيل
العلامة محمد خليل هراس
العلامة عبدالعزيز بن باز
وغيرهم رحمهم الله
أقرانه:
العلامة محمد علي عبدالرحيم.
العلامة محمد أمان الجامي.
العلامة محمد عبدالوهاب البنا.
العلامة عبدالفتاح سلامة.
العلامة أحمد فهمي وغيرهم رحمهم الله.
العلامة حسن عبدالوهاب البنا -رفيق دربه-
العلامة ربيع بن هادي المدخلي.
وغيرهم حفظهم الله.
وله الكثير من التلامذة الذين تخرجوا من الجامعة الإسلامية.
عمل رحمه الله مراقبا لأنصار السنة في عهد العلامة عبدالرحمن الوكيل -رحمه الله - ،وعمل مدرس للعقيدة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ومدير لمجلتها،وعضوبهيئة التوعية الإسلامية في موسم الحج.
كما أرسله الملك فيصل بتزكية من العلامة بن باز رحمه الله للقيام بجولة دعوية بدول أوربا وأمريكا.
له العد يد من المؤلفات من أهمها إصلاح العقيدة ،الإيمان،في ظلال الأسماء والصفات.
وله العديد من المقالات جمعتها كلها بفضل الله عزوجل.
كما قدم العديد من المؤلفات والرسائل.
ثناء العلماء عليه:
العلامة ربيع المدخلي:
في نصيحته لأهل مصر ذكربمن ينصح بتلقي العلم علي يديه ،فذكره أول اسم.
العلامة حسن عبدالوهاب البنا:
أخ لنا في الله من دعاة التوحيد والمنهج الصحيح،جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيرا.
توفي رحمه الله اليوم ٢٧جمادي ثاني١٤٣٧ه الموافق ٦إبريل ٢٠١٦م،غفر الله له ورحمه وأسكنه فسيح جناته.
كتبه
خادم التراث
محمد بن عوض بن عبدالغني المصري». اهـ.
.
وكذلك بعض الثناءات والاعتراف بالفضل لمن عاشوا معه، واقتربوا منه، وكان هو لا يحب أن يحكي عن نفسه؛ فقد كان تقيًّا غنِيًّا خفِيًّا.. رحمه الله.
وإليكم بعض ما أعرفه عنه:
قال عنه صاحبه، ورفيق رحلته، شيخنا الوالد حسن بن عبد الوهاب البنا:
«أستاذي وزميلي فضيلة الأخ الدكتور/ سعد عبد الرحمن ندا، أستاذ العقيدة بالجامعة الإسلامية، والذي كان يناظر أهل البدع والانحراف في العقيدة مِن مُدرِّسِي الجامعة، وغيرهم من أهل المدينة».اهـ.
وله ثناءات أخرى على الشيخ ندا كثيرة في أكثر من لقاء جمعني به...
أمَّا مصنفاته:
فلا أعرف له مصنفات إلَّا أن تكون في العقيدة والأسماء والصفات..
وإليكم جملة من أقواله:
منها:
«أهتمُّ أعظم الاهتمام بقضايا العقيدة الإسلامية، وهكذا ينبغي أن يكون شأن كل مسلم -ذلك بأن العقيدة هي الركيزة التي يقوم عليها ديننا الإسلامي.
فمن أفسدها، أو جحدها، أو كفر بها ؛ بطل عمله مهما أكثر منه وحسبه صالحًا، وحتى لو كان قد أقر قبلُ بالشَّهادتين، فإن إقراره يعتبر منقوضًا بما ارتكب ؛ مما ينافي مقتضاهما..
مثلهُ كمثل المتوضئ الذي يُحْدِث ثم يصلِّي، فإن صلاته تكون - لنقضه وضوءه - بلا ريب باطلة شاء أم أبى.. فكذلك مفسد العقيدة، أو الجاحد لها، أو الكافر بها - بمسلكه الشركي أو الكفري - أعماله باطلة شاء أم أبى».اهـ.
ومنها:
«إن العقيدة بمثابة الروح للبدن، وهل تجد نبضةً مِن حياةٍ في بدنٍ فاضَتْ منه روحه؟».اهـ.
ومن أقواله:
«ولا ينبغي أن نغمض أعيننا عن واقع المسلمين، ونهِيمُ في ملذَّات الحياة الدنيا غافلين، إنما يجب علينا أن نرفع غشاوة أعيننا، ونشحدآذاننا، ونفتح مغاليق قلوبنا، ثم نتدبر ونفكر كيف نسير لصدِّ هذا الموج الإجراميِّ العنيف».اهـ.
ومن أقواله:
«فلمَّا تسمَّى الله ـ جل شأنه ـ بأسماء كلها حُسْنَى، أمرَنا ـ جل وعلا ـ أن ندعوه بها؛ لأنه هو وحْدَهُ الذي يعلم ما يستحق أن يُسَمَّى به».اهـ.
..
ومن أقواله في الرد على الصوفية ومَن نحا نحوهم:
«أجد مِن المناسب وأنا أتكلم عن اسم الجلالة، أن أشير إلى ما يلجأ إليه بعض الجاهلين مِن المسلمين مِن ذِكْر الله باسم الجلالة مفردًا
- ذلك أننا نرى البعض منهم يجعل له وردًا يردِّد فيه اسم الجلالة (الله) مرات عديدة كألف مرة، أو ألفين أو أكثر أو أقل
بل وقد تجتمع مجموعة من الناس يرددون اسم الجلالة (الله) رافعين أصواتهم، ويبدؤون بقولهم: الله، الله الله، وهم جالسون مغمضِي أعينهم، أو هم واقفون يتمايلون ذات اليمين وذات اليسار...
ويقفزون بين الحين والآخر إلى أعلى، يتوسطهم قائد، يصفق بيديه
وبجواره أحيانا امرأة تتمايل كذلك تنشدهم أناشيد كفرية ماجنة، تدق على طبل بيدها
يلاصقها خليعٌ يتمايل وهو يؤدى نغمات مزمار هي صفير يتسق مع الطبل والتصفيق..
حتى يصير جو هذا الجمع كأنه ماخور حفَّتْه الشياطين من كل جانب، يتصاعد منه لهيب الإثم كأنما فُتِحَ على أبواب جهنم والعياذ بالله
ثم يدعى أولئك المخبولون أنهم بهذا الراقص الدَّاعِر، وهذه الوقاحة المتَردّية التي لا يليق صدورها من عاقل، وهذه الأصوات المنكرة التي لا تميز منها سوى (أه، أه، أه) - (حع، حع، حع) أو (هو، هو، هو) أنهم يذكرون الله».اهـ.
ومِن أقواله في الإنكار على المحرمات من المعاصي وأنواعها:
«ومن قال إن الاختلاط بين الرجال والنساء الأجنبيات - فضلا عن التصاقهم بهن في تمايلهم الفاجر- قد شرعه الله؟».اهـ.
ومنها أيضًا:
«إن ما ينتج مِن الاختلاط المحرَّم مِن التصاقٍ وتمَايل وخلَاعة ومُجون، وطبل وزمر ورقص، كلها مِن المنكرات الفاحشة التي حرَّمها الإسلام، واعتبَرها وسائل مؤدية إلى الزنا، وهو قد سدَّ كل ذريعةٍ توصل إلى مُحرَّم».اهـ.
كانت هذه ترجمةً مختصَرة، لعلها تفي بالغرض، ولم أوفها حقَّها، لكنها الأولَى عنه مُطوَّلة...
فأسأل الله أن يرحمه رحمةً واسعة، وأن يلحقه بأسلافه من العلماء العاملين الصَّادقين، والسَّلف الصَّالحين، مِن الصَّحابة والتابعِين، وأن يلحقنا بهم، آمين.
ملاحظة:
يُرجَى مشاركة ونشر هذه الترجمة لشيخنا الجليل؛ على سائر الكتب، والمواقع والمنتديات مِمَّن عندهم مُعرِّفات ؛ عرفانًا بجميله، وتعريفًا بتراثنا المصري السلفي وعلمائه، الذين بذلوا أعمارهم حفاظًا على هذا المنهج الصافي في مصرنا ووسائر الأمصار.
وكتب
أبومارية أحمد بن فتحي