الرد علي تنقص محمد حسان لأم المؤمنيين خديجه رضي الله عنها / أبومارية أحمد بن فتحي


الحمد لله، وصلى الله وسلم على عبده ونبيّه ومصطفاه، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:

فكما تعوَّدنا سَماع العجب العجاب من القُصَّاص والحـُطَّاب، وعلى رأسهم الدَّعي الجهول الفتان/ محمد بن حسان.

فلا تزال تظهر لنا البلايا، وتنكشف لنا الرَّزايا!.
بالأمس القريب قَدَح المذكورُ، وطعَنَ بجهلٍ وحقدٍ وزُور، في الصَّحابي الجليل (عمرو بن الحمق الخزاعي) رضوان الله عليه وعلى سائر الصحب الكرام، فقال المذكور المغرور عن الصحابي النقي التقي عمرو الخُزاعِي:
«هذا الغبي الوقح الأحمق ابن الحمق الخزاعي وهو يطعن عثمان رضي الله عنه تسع طعنات، فيقول: طعنت عثمان تسع طعنات، ثلاث طعنات لله تعالى، و ست طعنات لما كان في صدري عليه. ولو صدق الكاذب الوقح المجرم الخبيث، لقال: طعنته تسع طعنات لما كان في صدري عليه ليس فيها شيء لله».
انتهى كلام حسان المفعم بالجهل والتخبط. وعدم التثبت والتحقيق. ولو كلف نفسه وقتها لوجد أن هذه الرواية لم تثبت ولم تصح بأي حال...
ثم حينما روجع في هذا الكلام قال كلامين:
مرة قال:
كنت أظن أن ابن الحمِق هذا تابعي!!
ثم قال في مرة أخرى:
كنت أظن أن الرواية صحيحة وقد تبين لي بطلانها!.
ومات الكلام...!!
قلت بعد سماعي لهاذين الردين:
كنت ولا أزال أعتقد بجهل محمد حسان وتخبطه وعدم تثبته، وتسرعه وتناقضه، وتدليسه.
ثم إن المحتّم أن يتوب محمد حسان توبة نصوحا؛ لوقوعه في عرض الصحابي الشريف الجليل، بل وكما كالَ له السباب والشتائم بحقد وحنَقٍ؛ وجب عليه أن يتراجع ويدافع بنفس الهمة التي قذفه بها، وليس كثيرًا على الصحابي أن ينشيء محمد حسان ((درسًا)) على قناته! في سيرته وذكر مناقبه وحسناته وجهاده مع رسول الله..
بل يجب عليه أن يخرج ويقول أخطأتُ (بتاء الفاعل التي تعود على شخصه هو!!) ويتبرأ علنًا كما سبّ الصحابي علنًا.....
ولكنه لم يفعل جزءً من ذلك!!
وكان وقتها ولا يزال يمتلك قناة الرحمة ويستطيع أن ينشيء بدل الحلقة سلاسل من الحلقات....
على كل حال: لا ضير فهذا ليس غريبًا عليه... بل ولا ضير على الصحابي الجليل فلن ينقص من قدر الصحابي شيئًا أو يزيد !!! فلا يضر السحاب نباح الكلاب.

وأتعجب من بعض الناس الذين يغضبون حينما نقول عنه ( مبتدع أو خبيث أو رجل سوء ) ! وكلها ألفاظ استعملها السلف!
وهنا أسأل أولئك البعض:
تغضبون من وصفنا إياه بالسوء والبدعة ولا تغضبون من وصفه الصحابي بالوقاحة والخبث... وغير ذلك من سلسلة القذائف والشتائم السابقة؟! 
أجيبونا بعلمٍ إن كنتم منصفين؟؟!!

وحتى لا يقال عنا: أنتم تبحثون عن عثراته! وتتبعون زلّاته!! 
فقد ظهر لنا، وبغير بحث مِنَّا -كلامًا للمذكور الفتان محمد حسَّان-؛ لأنَّ كلامَه مشهور، وعلى الشبكات والمواقع منشور؛ لا يحتاج لأحد أن يستخرجه! 
وهذا الكلام فيه طعنٌ بـيِّن، بل خطير ليس بالهـيِّن في زوجة سيد المرسلين، وأوَّل أمهات المؤمنين، وأول من آمنت من نساء الصحابة أجمعين، التي كان يذكرها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى بعد موتها!! بالخير والجَميل، وكانت تشد من أزره وتعينه على دعوته، تلك الزوجة النقية، الصحابية الطَّاهرة الرضية: خديجة بن خويلد، رضي الله عنها وأرضاها، وطيَّب ثراها، وألحقنا بها وبسيد النبيين في جنات رب العالمين.
فادَّعى محمد حسان بجهلٍ منه -كعادته- أن الرواية التي ذكرها أصح الروايات! وسوف أبين ذلك إن شاء الله.

وقبل الخوض في ذكر الرواية وبيان صحتها من ضعفها، أقول: 
إنَّ ما نـُقِل لنا من السيرة ليس كله مأخوذ به وثابت الصِّحة، بل فيه الحق والباطل، والصحيح والعليل، ويجب على الناقل قبل الخوض في قصةٍ أو حكايةٍ أن يحققها أشد التحقيق، وينظر فيمن تكلموا فيها بصحةٍ أو ضعف، ويطيل النفَس في ذلك ولا يتعجل! 
فإنْ صحَّت؛ فله الحق في نقلها ونشرها، وإلا فمآلها إلى الطيّ والوأد! ؛ كي لا يُساء إلى الدِّين وأهله من جرّاء هذه الأكاذيب.

وكان ينبغي لابن حسان أن يفعل هذا، ولكن هذه عادته وليست المرة الأولى له؛ فتناقضاته كثيرة، وسقطاته مريرة، ومخالفاته لأهل السنة والجماعة وخيمةٌ وخطيرة!
كان ينبغي عليه -إن كان من أهل السنة- أن يعرف أصول أهل السنة في ضوابط سرد السيرة.... 
حيث قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«ومن أصول أهل السّنة والجماعة، يقولون: إن هذه الآثار المروية في مساويهم (يعني في مساويء الصحابة) منها ما هو كذب، ومنها ما قد زِيدَ فيه ونَقُص وغُيِّر عن وجهه، والصحيح منه؛ هم فيه معذورون إما مجتهدون مصيبون وإما مجتهدون مخطؤون، ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم -إن صدر!-، حتى أنهم يُغفر لهم من السيئات ما لا يُغفر لمن بعدهم». انتهى. انظر: «مجموع الفتاوى» (152/3).
تكلم شيخ الإسلام عن أصول أهل السنة! وبالطبع إنْ كان محمد حسان من أهل السنة لكان عارفًا بهذه الأصول! ولكنه يخالف أهل السنة في كثيرٍ وكثير...، بجهل أو بتجاهل!. لا يهمنا، المهم أنه مخالف!.

هذه القصة وأمثالها إن صحت -إنْ!!- فلأهل السنة منها موقف، أيضًا كان يجب عليه معرفته...
والموقف منها أن السلف كانوا يزجرون عن كتابة الأحاديث التي فيها تنقص للصحابة والنظر فيها والتنفير ممن يروي تلك الأحاديث، والنهي عن مجالسته؛ لأن فيها: 
- إيغار لصدور العامة نحو أصحاب رسول الله. 
- فتح باب لأهل الكفر للطعن في رؤوس ديننا بدءً برسول الله وأزواجه وصحابته. 
فإن هذه القصة التي ذكرها ابن حسان عن أمنا خديجة يستغلها بعض النصارى ويروجونها بغرض الطعن في خديجة رضي الله عنها!! 
بل ويستغلها ملاحدة العصر الجدد في التشكيك في رسول الله وطريقة معاشرته وتعارفه بالنساء!! 
أين محمد حسان من هذا؟! أم ليس هذا من فقه الواقع المزعوم؟!

مما قاله السلف في طي أحاديث ظاهرها التنقص -إن صحت!!- ما يلي:
قال أحمد بن حنبل: «كان سلام بن أبي مطيع أخذ كتاب أبي عوانة، الذي فيه ذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأحرق أحاديث الأعمش تلك». انظر السنة للإمام الخلال (818، 820 ).

وقال الفضل بن زياد: «سمعت أبا عبـد الله –أحمد بن حنبل– دفع إليه رجلٌ كتابًا فيـه أحاديث مجتمعـة ما يُـنكَر في أصحاب رسول الله؛ فنظر فيه، ثم قال: ما يجمع هذه إلا رجل سوء». «السنة» (822).

بل لقد ذكر السلف عقوبة من انتقص صحابيًّا من أصحاب رسول الله، فعلى سبيل المثال، ونظرًا للاختصار أذكر :
قال إمام أهل السنة أحمد بن حنبل:
«إنه يجب على السلطان تأديبه -يعني من طعن او انتقص الصَّحابة– وعقوبته وليس لـه أن يعفو عنه، بل يعاقبه ويستتيبه».

وقال إسحاق بن راهوية: «من شتم أصحاب رسول الله، يعاقب ويحبس، وهذا قول كثير من أصحابنا».

وقال ابن كثير في تفسيره: «ذهب طائفة من العلماء إلى تكفير من سب الصحابة وهو رواية عن مالك بن أنس».

وقال الماوردي: «من سب الصحابة أو لعنهم أو كفَّرهم فهو فاسق مردود الشهادة». «إعانة الطالبين». (4/291).

وقال أبو يوسف -صاحب أبي حنيفة- : «لا أقبل شهادة من سب الصحابة». «الدر المختار» (5/485).

أما القصة التي اعتمد عليها محمد حسان، وجوّز لنفسه بها التنقص من أم المؤمنين خديجة من حيث لا يدري -سواء قصد تنقصها أم لم يقصد- فإن كان عالمًا ورعًا محققا ذكيا لَمَا وقع في هذا المأزق!! ولكنه أوتي من جهله وتشتته وتخبطه...

متن القصة:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر خديجة بنت خويلد، وكان أبوها يرغب عن (يعني يرفض) أن يزوجه، فصنعت طعاما وشرابا، فدعت أباها ونفرًا من قريش، فطَعِمُوا وشَربُوا حتى ثَمِلوا (يعني سكِروا) ، فقالت خديجة رضي الله عنها لأبيها: إن محمدا يخطبني، فزوِّجه، فزوجها إياه، فخلقته وألبسته حلة، وكانوا يصنعون بالآباء إذا زوجوا بناتهم، فلما سري عنه السكر نظر، فإذا هو مخلق عليه حلة، فقال ما شأني؟ قالت: زوجتني محمد بن عبد الله، فقال: أنا أزوج يتيم أبي طالب؟ فقال: لا لعمري،(يعني أنه يرفض) فقالت خديجة: أما تستحي تريد أن تسفِّه نفسك عند قريش تخبر الناس أنك كنت سكران، فلم تزل به حتى أقر.

تخريج القصة:
أخرجها أحمد في مسنده، والبيهقي في السنن الكبرى، والطبراني في المعجم الكبير بأسانيد مختلفة.
قال العلامة المحدث أحمد شاكر في تحقيقه على المسند: إسناده فيه نظر، والأقرب أنه ضعيف. انتهى.
وقال شعيب الأرنؤوط في تحقيقه على المسند: إسناده ضعيف. فقد رواه البيهقي في الدلائل، عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عمار بن أبي عمار . فعاد الحديث إلى علي بن زيد وهو «ضعيف».

وقال الواقدي (طبقات ابن سعد): فهذا كله عندنا غلط، ووهل، والثبت عندنا المحفوظ عن أهل العلم أن أباها خويلد بن أسد مات قبل الفجار وأن عمها عمرو بن أسد زوَّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم. انتهى كلام الأرنؤوط.

إذًا: الرواية فيها مغالطة تاريخية يا ابن حسان! هذا باب، وباب آخر أن الرواية ضعيفة، ومن باب آخر فيها انتقاص!!!

يقول الدكتور المحقق السلفي محمد أبو شَهبة في كتاب «السيرة النبوية في ضوء القرآن والسنة»: (1/220 -221 ):

وهذا الذي ذكرناه من أن الذي ولي تزويجها هو عمها هو الذي عليه أكثر علماء السِيَر ، وهو الصحيح كما قال السهيلي، فإن أباها كان قد مات قبل ذلك.

قال الواقدي: الثَّبت عندنا المحفوظ عن أهل العلم أن أباها مات قبل حرب الفجار، وأن عمها عمرو بن أسد هو الذي زوجها. 
وكذلك ذكر الطبري -وهو من ثقات المؤرخين- أن عمها عَمْرًا هو الذي أنكحها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن خويلدًا مات قبل الفجار. انظر: [تاريخ الطبري، ج1]. 
ويرى ابن إسحاق (في سيرته) أن أباها هو الذي زوجها وهو رأي ضعيف. انتهى.

ثم قال الدكتور محمد أبو شهبة بعد كلامه السابق (1/ 221 - 222) ردًّا على الشبهة المذكورة تحت عنوان ( بطلان بعض المرويات ) : 
ومن ثَمَّ يتبين لنا تهافت ما رُوِيَ أن أباها امتنع من تزويجها ، وأنهم سقوه الخمر حتى ثَمِل فرضي ، وأنهم ألبسوه المزعفر ، فلما صحا من سكره أخبروه فأنكر عليهم ذلك ، فما زالت به خديجة حتى رضي، وهي رواية باطلة مدسوسة لمخالفتها للنقل الصحيح على ما ذكرنا. ثم هي مخالفة للواقع، وللظروف، والبيئة، فبنو هاشم في الذروة من قريش نسبًا وشرفًا، وقد صدع بها أبو طالب في مجمع حافل بالسادات فما نازعه فيها منازع، ثم إن مثل النبي في شبابه الغض، ورجولته النادرة، وخلقه الكامل ممن تطَّاول إلى مصاهرته أعناق الأشراف، وهذا أبو سفيان بن حرب وهو من هو في عدائه للنبي وبني هاشم، لمَّا بلغه أن النبي تزوج السيدة أم حبيبة ابنته، ولم يكن أسلم بعدٌ قال: " هذا الفحل لا يُقدع أنفه. انتهى كلام الدكتور أبي شهبة رحمه الله.

الخلاصة:
- القصة ضعيفة، لا تصح سندًا؛ لأن حمَّاد شكَّ في وصله كما قال شعيب الأرنؤوط، وقد قال حسان وهو يذكر الإسناد: (وحماد معروف!! ثم أتبع سرد القصة!!) نعم يا حسان، حماد معروف!! ولكن ألم تر يا حسان ما في السند وهو: (عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس فيما يحسب حماد) ؟! هذا في رواية المسند التي اعتمد عليها حسان وقال إنها أقوى الروايات! فما ظننا بباقي الروايات؟!!

- خويلد أبو خديجة ثبت في السيرة أنه كان ميتا أصلا ولم يشهد ذلك! وأن الذي وليها في الزواج هو عمها!!، ألم يقرأ حسان هذا في السيرة قَط؟!! ويتوقف هنيهة للتدقيق والتثبت؟!!

- في هذه القصة انتقاص لأم المؤمنين خديجة بل ولرسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي لم ينتبه له محمد حسان. 
فالمعروف عنها -رضي الله عنها- كمال العقل حتى قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، حتى ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم فيمن كملت من النساء عقلا وخلقا، والحديث عند الطبراني بإسناد صحيح. 
فكيف يليق بها وهي أول من أسلمت، بل وأول من صلت خلف رسول الله!!! بل وأول من دافعت عنه!! بل وأول من صبرت معه! وما عارضته ولا جادلته حينما أتاها بالرسالة وقص عليها أمر الوحي؛ مما يدل على نقاء فطرتها وسلامه طويتها!!! 
كيف يليق بها أن تسقي أباها خمرًا وهي تعرف أنه لا يفعل هذا إلا أراذل الناس في الجاهلية؟! 
بل وكيف لها أن تكذب على أبيها وتخدعه؟! ومن المعروف أن أحرار العرب ووجهاءهم كانوا يتنزهون عن الكذب وشرب الخمر وغير ذلك؟!! 
ألم ير حسان أن متن القصة يخالف حسن خلقها؟!
بل كيف غاب عن حسان أن الرسول صلى الله عليه وسلم عرف أنها فعلت هذا ورضي بمثل هذا الزواج، أيرضى رسول الله بمثل هذا التدليس والغش؟!!

- في هذه القصة مخالفة صريحة لواقع الحياة، إذ فيها أن أباها رفض محمدًا صلى الله عليه وسلم ليُتمه وفقره! مع أن العرب كانوا يثقون به أكثر من ذويهم ويطلقون عليه الصادق الأمين!! بل لم ينازع أبو سفيان حينما كان على الكفر في زواج ابنته أم حبيبة من رسول الله!! بل لم ينازع الحُيَي اليهودي في زواج ابنته صفية من رسول الله!!
لقد كان كل وجيه من وجهاء العرب يتمنى القرب منه صلى الله عليه وسلم ويتفاخرون بذلك بل يأمنونه على أموالهم كما هو معروف، إنما كان يؤذيه أراذل الناس في الجاهلية؛ فلا تَعارُض.

- في هذه القصة فتح باب لإلقاء الشبهات؛ للتنقص من أم المؤمنين خديجة؛ إذ إن النصارى والملحدين يرددونها شبهةً من شبهاتهم العفنة على المسلمين السُّذج ليشكّـكُونهم في دينهم. 
فيأتي محمد حسان في (ست دقائق) يؤكد صحتها بجهله وتدليسه!! والله المستعان.

- في هذه القصة تشجيع لمرضى القلوب من المسلمين على التحايل على أوليائهم ليضعوهم أمام الأمر الواقع، كما فعلت خديجة في القصة المذكورة، فلا بأس أن تفعل البنت شيئًا ثم تتوب! على اعتبار أن خديجة فعلتها وأسلمت!! 
بل وأقرها الرسول لأنه حتى قبل البعثة كان يعبد الله ولم يكن كافرًا وكان يبتعد عن الأخطاء واللهو الفواحش فكونه تقبل فِعل خديجة إذًا هو مقر بذلك!!!
نعم لا عجب!! فإن هذا قد قيل بالفعل، ولا أقول كلامًا من الخيال!!.

- لو قال قائل: إن هذا كان في الجاهلية قبل بزوغ الأحكام. 
فنقول: قد سبق الجواب عن مثل هؤلاء الأحرار ودماثة أخلاقهم، وأن هذا لا يليق بهم، -هذا على اعتبار صحتها- 
ثم نقول: (اثبت العرش ثم انقش). أثبت صحة القصة أولًا!!

- محمد حسان جاهل، مدلس مبتدع زائغ؛ لا يجوز أخذ العلم عنه بأي حال؛ فهو متخبط وحاطب ليل، كالذي يجمع الحطب في ظلام الليل! فلا يدري أيأخذ أفعى أم عصا. 
فمحمد حسان يُلملم، ويقشقش، وينمقش، ويقمش، ولا يفرق بين صحيح وسقيم، وإن أراد أن يُثبت صحيحًا؛ ضلَّ وأضل.

- قد يقول أحدهم: ألا يكون مجتهدًا أخطأ فله أجر؟! ويقاس هذا بكثير من حسناته ونرجح أن له حسنات فلا داعي لرميه بالبدعة؟!

الجواب: هذا إن كان مجتهدًا حقًّا، ولكنه ليس بمجتهد بل مُدَّعٍ، ومقلد ومتجريء على بطون الكتب وهو فاقد للأصول؛ فلابد أن يتعلم قبل أن يتخبط ويتكلم؛ هذا أمر.
الأمثر الثاني: كونه له حسنات تُجبِر أخطاءه، فهذا لا يراه إلا الجهلاء بحاله في الحقيقة، والذين لم يعلموا قديمه وحديثه، ولو قِسنا حقا حسناته الظاهرة وسيئاته الظاهرة لنا وبدعَه وتدليسه؛ لرجحت كفّة البدع والتدليس دون تأرجُح!!!، والله اعلم بباطنه! إنما لنا الظاهر من حاله الذي لا يخفى على من له أدنى ثقافة بالإسلام!.
وكم أفسد محمد حسان ودلَّس، وكم تسرع وتخبط.
فمثل هذا الكلام الذي يقال بالعذر له وغير ذلك، ينطبق على العلماء الربَّانيين، أهل السنة السلفيين بحق. لا على من تزبب وهو حصرم، وتخبط خبط عشواء من أهل البدع والتدليس والتقميش!.
وما أموره الآنفة عن عوام المسلمين ببعيدة، من تخبطه حتى في المجال السياسي الذي خاض فيه وما كان له ذلك! ففسد أكثر من فساده وأفسد من تبعه على فساده.

فاللهَ أسأل أن يهديه، أو أن يقصم ظهره ويفضحه أكثر مما هو مفضوح.

هذه كانت محاولة - بقدر الوسع ولم نوفيها حقها - في الذب عن عرض أمنا خديجة عليها سحائب الرحمات والرضوان؛ لأن الطعن أو الانتقاص منها هو انتقاص من زوجها سيد الخلق صلى الله عليه وسلم.
ومن كان لديه زيادة فليتحفنا؛ لإسكات كل عاو جهول.
هذا وصلى الله وسلم على النبي المصطفى والرسول المجتبى محمد وعلى آله وأصحابه، آمين.