
الحمد لله، وبعد:
فقد أرسل إليَّ هذا الفيديو أخي الكبير الشيخ محمد سلام، حاثًا إياي على الرد عليه
وفي الحقيقة بعد سماعي له؛ ضاق صدري من هذا القرد المسلسل المسمى بـ(ميزو) !
هذا العلماني الذي يسعى للتهوُّد
ومن أخبث ما قاله في الفيديو:
إن مصر علمانية!
وإن مصر افتتحت الفتح البدوي على يد عمرو بن العاص!
مع سبه وطعنه في النقاب ولابساته!
وهذا ليس جديدًا عليه؛ فهو للكفر أقرب
وصوته وصورته هنا: https://www.youtube.com/ watch?v=3aNlqL6T1jI
.
ولا عجب ممن ينكر السنة! ويسب الأئمة، ويتطاول على الصحابة الكرام
ومن ناحية أخرى:
يشيع العلمنة
يتقارب مع اليهود
يظهر في قنوات النصارى
فأقول لهذا الفسل الغِر:
إن لم تستح فاصنح ماشئت! قاتتلك الله من زائغ زنديق
أما عن مقولته بأن مصر افتتحت على يد البدو ! وعلى رأسهم عمرو بن العاص
.
فهذا ما سأرد عليه، اما عن علمنة مصر وسب النقاب والمنتقبات؛ فهذا قد رد عليه كثيرون ووفوا وكفُّوا
أما مسألة تاريخ مصر فلا أعلم كثيرًا يؤصِّل هذا
فالله الموفق والمستعان
..
إن كان ميزو مطلعًا على التاريخ بعين البصيرة لعرف أن أولئك البدو! وأقولها تنزلًا! ؛ استنجد بهم نصارى مصر ذاك الوقت ليخلصوهم مما كانوا فيه من حكم الرومان
والقصة كالآتي:
كانت مصر محتلةً من الرومان منذ هزيمة كليوباترا على يد أوكتافيوس سنة 31 قبل الميلاد، وعندما سقطت الدولة الرومانية الغربية سنة 476 ميلادية (أي قبل ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم بحوالي مائة عام) آلَت أملاك الدولة الرومانية الغربية -ومنها مصر- إلى الدولة الرومانية الشرقية.
.
وهكذا تحولَّت مصر في عهود الرومان إلى مخزن يمدُّ الإمبراطورية الرومانية باحتياجاتها من الغذاء، وفقد المصريون السلطة بكاملها في بلادهم، وإن كان الرومان قد حرصوا على أن يتركوا بعض الرموز المصرية كصورة فقط؛ وذلك لتجنُّب ثورة الشعب.
.
أفعال الرومان في مصر والمصريين الأقباط:
- تمَّ فرض الضرائب الباهظة جدًّا بمختلف أنواعها على الشعب المعدَم، حتى تجاوزت الضرائب الأحياء -في سابقة تاريخية- إلى الأموات، فلم يكن يُسمح بدفن الميت إلا بعد دفع ضريبة معينة!
- تتبع الرومان قادة الأقباط المصريين بالقتل والتعذيب، حتى اضطروهم إلى الهرب إلى الصحراء، وإقامة أماكن عبادتهم في مناطق نائية أو مهجورة؛ وذلك حفاظًا على حياة مَنْ تبقى منهم.
على إثر هذا
بدأت المسيحية في الانتشار والتغلغل داخل المجتمع المصري منذ عهد الإمبراطور الروماني ( نيرون )، وذلك على يد (القديس مرقس)، لكن المصريين المسيحيين -وهم أقلية في مجتمع الدولة الرومانية الكبير- كانوا يُعَامَلون بقسوة شديدة من قِبَلِ الرومان المخالفين لهم في العقيدة، شأنهم في ذلك شأن بقية المسيحيين في الأقاليم الأخرى.
ولكن أعظم ابتلاءٍ وأشدَّ تنكيلٍ نزل بمسيحيي مصر كان على يد الإمبراطور (دقلديانوس) الذي تولَّى عرش الإمبراطورية الرومانية عام 284م، فقد طالبَ المصريين أن يضعوه موضع الألوهية؛ ليضمن حياته واستمرارية ملكه، بَيْد أن مسيحيي مصر قاوموه مقاومة كبيرة، فاضطهدهم وعذَّبهم، وأمر بهدم جميع الكنائس وتسويتها بالأرض، وإعدام كل مَنْ يشارك في اجتماعات دينية، ومصادرة كل أملاك المسيحيين وكنائسهم، مع الحرمان من كافَّة الحقوق الوطنية، والطرد من الوظائف الحكومية، وحرق كل الكتب المقدَّسة، هذا فضلاً عن القبض على الآلاف، والتنكيل والتعذيب حتى الموت.
.
وقد ترك عصر دقلديانوس أثرًا كبيرًا في نفوس الأقباط، حتى إنهم سمَّوْه بعصر الشهداء، وجعلوا مبدأ تقويم هذا العصر (سنة 284م)؛ يحسبون منه السنين والأيام، وقد بقي المسيحيون في اضطهاد وتعذيب حتى تولَّى الإمبراطور قسطنطين حُكْم الدولة، الذي جعل النصرانية الديانة الرسمية للدولة وذلك في عام 313م، إثر إصدار مرسوم ميلانو.
وعلى الرغم من انتحال الإمبراطورية الرومانية للنصرانية؛ فإن ذلك لم يُخَلِّص مصر من براثن الانحطاط والبؤس والشقاء؛ فقد امتدَّت الخلافات العميقة داخل الدولة الرومانية الأرثوذكسية بين طائفة الملكانية -التي كانت تعتقد بازدواجية طبيعة المسيح، التي كانت تمثِّلها السُّلطة السياسية في القسطنطينية- وطائفة المنوفيسية (اليعقوبية) وهم أهل مصر والحبشة الذين كانوا يعتقدون بطبيعة إلهية واحدة للمسيح؛ لذلك فكَّر هرقل بعد انتصاره على الفرس في توحيد المذاهب المسيحية كلها، وعقد لهذا مَجْمَع خلقدونية، فأقرَّ البطارقة الذين يمثِّلون شتى المذاهب المسيحية مذهبًا واحدًا في ذلك المجمع؛ وهو الإقرار بألوهية المسيح وبشريته في آنٍ واحد، ومساواة الابن مع الأب في الذات والجوهر، وأراد فرض هذا المذهب على المسيحيين في مصر عن طريق أحد البطارقة ويُدعى قيرس.
..
لكن أهل مصر كانوا شديدي الحب لبنيامين -كبير أساقفة مصر- الذي كان شديد التعصب لمذهب اليعاقبة المخالف لما دان به هرقل، وما كاد قيرس يحطُّ رحاله في الإسكندرية في عام 631م إلَّا وقد فرَّ بنيامين - خوفًا من بطشه؛ لذلك رأى المصريون أن ما يدعو إليه قيرس ما هو إلاَّ بدعة وكفر وضلال (لأن بنيامين أنكره ولم يدعمه)، الأمر الذي جعل قيرس يلجأ إلى الشدَّة والبطش والتعذيب، ووقع الاضطهاد الأعظم الذي استمرَّ على الأقلية المسيحية المصرية مدَّة عشر سنوات كاملة....
هكذا كانت مصر أيها الميزو الأحمق الجاهل!!
حتى جاء الفتح الإسلامي مخلِّصًا للمصريين من ذلك البطش والتنكيل
.
آثار الفتح الإسلامي لمصر:
1- ضمان الحرية الدينية، والتعهد بحماية ممتلكات الكنائس والأديرة.
2- ربط قضية الجزية بالقدرة على دفعها، فإذا كانت السنة خيرة بعطائها الزراعي تمَّ دفع الجزية بحسب ما هو مقرر "خمسين مليون"، أما إذا كان الفيضان ضعيفًا وكان الإنتاج الزراعي قليلاً تمَّ تخفيض الجزية بما يعادل "إجداب الأرض وضعف إنتاجها".
3- تقسيم الجزية على ثلاثة أقساط بما يتوافق والتكوين الاقتصادي للإقليم.
4- إعطاء الأمان لمن يرفض دفع الجزية حتى يغادر أرض مصر.
5- شمول الجزية لمن يريد المصريون إدخاله في الجزية من أبناء الشعوب الأفريقية التي لم يفتح المسلمون بلادهم.
6- إسقاط واجب الحرب عن المواطنين ممن يدفعون الجزية.
7- إطلاق الحرية التجارية وحرية التنقل دون قيود.
8- إعطاء ذمة الله ورسوله.
...
فكلمة (الفتح البدوي) كلمة مذمة، تدل على الطيش والجهل والبدائية، ولكنه ((الفتح الإسلامي)) المبارك
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
وكتب
