المنفرون وانواعهم / أبوماريه أحمد بن فتحي



نصيحةٌ أقصد بها كثيرًا مِن إخواننا الذين ينتسبون للسُّنة -وهم منها إن شاء الله- لِئَلَّا يدخلوا تحت قوله صلى الله عليه وسلم: «إن منكم لمنفرين»، وهم لا يشعرون.

ولا أقصد الوقوف لجانب مَن يغلقون الكلَام في منهج السلف بدَعْوَى التنْفِير، والتفْرِيق وغيرها من الدعاوى الباطلة التي نسمعها، ولكنها تذكير لإخواني ألا يقعوا في مثل هذا:
عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه *** ومن لم يعرف الخير من الشر يقع فيه
.
فأقول، المنفرون أنواع:
1- منهم من ينفر الناس في دعوته بأسلوبه الفظ الغليظ.
.
2- ومنهم من ينفرهم بسبٍّ وشتم ونحوهما، لا من باب الجرح الذي يكون عند الحاجة إليه، ويَعْلَمُه العلماء العارفون بأسباب الجرح والتعديل.
.
3- ومنهم من ينفر النَّاس بشَقْشَقَاته وتشَدُّقاتِه للعبارات، وتخَلُّلِه تخلُّل الباقرة.
.
4- ومنهم مَن ينفر بكلامه عن نفسه، وتبجيله لها كل ما عرض عارض، ويذكر أعماله وما خرج منها وما لم يخرج في غير داع له، إلَّا إنْ أراد أن يدل على تفصيل لمسألة في مكان آخر.
.
5- ومنهم من يعيد العبارات كثيرًا فيمل السَّامعون فينفرهم منه.
.
6- ومنهم مَن يغلو في أشخاصٍ فيُكَرِّر التعصب لهم في مَجالسِه؛ فينفر منه ومنهم.
.
7- ومنهم مَن ينفر لسوء في أخلَاقه، وتعامله مع الناس؛ طُبِع على هذا -عياذًا بالله-، فلَا يحاول التَّغيِير للأفضل، واكتِسَاب محَاسِن الأخلَاق.
.
8- ومنهم مَن ينفر النَّاس بأنْ يفرض عليهم مسألة هو مقتنع بها، ولاينظر لِمَنْ خالفَه، والمسألة تحتمل الخلاف.
أمَّا لو لم تحتمل الخلاف، والدليل فيها واضح؛ فالأصل التَّمسُّك بها بحسب الدليل الواضح.
.
9- ومنهم مَن ينفر النَّاس بأن يفرض عليهم اتِّبَاع فرقته المخالفة للكتاب والسنة.
.
10- ومنهم مَن ينفر النَّاسَ لإلزامه لهم بأمور لم يلزم بها كتاب الله ولا سُنة نبيِّهِ صلى الله عليه وسلم، أو مخالفاته للشَّرع، والعياذ بالله.
وكتب