صيانة اللسان عن الغيبه والبهتان لأبي مارية أحمد بن فتحي

ظاهرة
( كلام الناس بعضهم في بعض)!
فقد خيَّمَ على كثيرٍ مِن النَّاس فراغٌ وبطالة، وضعفُ عقلٍ وجهالة؛ حتَّى صارَ ينظر -واحدهم أو بعضهم- لكل فِعلِ شخصٍ بعين نقدِية، وسوء ظنٍّ لمجرد الرؤية! هكذا بعلمه الضئيل يحكم، وبعقله الفارغ يفهم
وكأنه لم يُوجَد في كتاب الله: {إنْ جاءكُم فاسقٌ بنبإ بتبَيَّنوا}.
ونسِيَ المسكينُ أنه لو عومِل بما تعامَل به؛ لكانَ أوَّل السَّاقطين، بل المذبوحين!

وإذا عوتِب فيما جَناه؛ قال: أخبرني شخصٌ ثقة ! 
فكيف عرفتَ أنه ثقة إلا بظاهره؟!
في حين حُكمِكَ على مَن أسأت به الظن أنه أيضًا كان عندك ثقة! ؛ فسقط لمَّا حدَّثك آخر ثقة!
فصرتَ -يامسكين- متنقلًا بين رأيٍ ورأيٍ، وبين قيل وقال ! متأرجِحًا مترنحًا بين ما يُنقل إليك وما تسمع، ليس لك عِلمٌ إلا أنك تحدث بكل ما تسمع !
وقد جهِلتَ قوله عليه الصلاة والسلام: «كَفَى بالمَرْء إثمًا أنْ يُحدِّثَ بكُلِّ ما سَمِع» 
فعلى أي شيء تُبنَى عندك الثقة؟!
ثم تُحدِّث واحدًا واثنين وتترك إعلامَه! وهو أصلًا مَن كُلِّفتَ بنُصحه، ولا تزال تنقل ما سمعت....
كل ذلك سببه أحد ما هو آتٍ، أو ربما كلها:
- الجهل
- الحسد
- سوء الظن
- ضعف العقل
- ضعف الديانة
- الفراغ العقلي، والعلمي، والزمني...
فعلى مَن ابتُلِيَ بهذه الأصناف من المترنِّحين بين قيل وقال:
أنْ لا تنظُر لمن قال! بل انظر لما قِيل! واجْعَل ضَابط الحق هو الكِتَاب والسُّنة وفَهْم سلف الأمة؛ فإن كنتَ كذلك فلا تبالِ بهذه الأصناف التي تتغذى على لحوم الناس !
.. وليعلم مَن كانت فيه خصلة مِن تلك: 
أنه لا سعادةَ حقِيقيَّة! ولا طمأنينة أبدِيَّةَ للعَبد إذا لم يحرص ويجتهد علَى العمل بالوصِيَّة الإيمَانية، الَّتي أوْصَاه بها خير البريَّة: «احْرِصْ على ما يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ ولا تَعْجِزْ».
وقد قيل لعالمٍ: 
كم وجدتَ في ابن آدم من العيوب؟
فقال: 
هي أكثر أن تُحصَى، ووجدتُ خصلة إنْ استعمَلهَا؛ ستَر بها كل العُيوب، وهي: (حفظ اللسان).
ويخرج عن ذلك (الجرح والتعديل) .. فله ضوابطه وشروطه ووعلماؤه، ولكن وآسفاه أساء البعض فهمه كذلك؛ ولكني لا أملك لهم إلا أن يعودوا لأكابر العلماء.
وكتب