عِرضـكَ وسِرْبــك .. لا شهوتك وكِرشك


قال الذي لا ينطق عن الهوى:
((من أصبح منكم آمنا في سربه، معافًى في جسده، عنده قوت يومه؛ فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها)).
يمكننا أن نصبر على الجوع والعطش (قوت يوم ! ) .. فهي سحابة صيف عن قريب تنقشع .. اليوم معك وغدا ليس معك.. وبعده ليس معك وبعد بعده معك..
لكـن.. لا يمكنا أن نصبر على أن نرى نساءنا تُنتهك أعراضهن...، وبيوتنا تدمر.. لا مهاد لأجسادنا إلا الحُطام والتراب! وغطاؤنا أشعة محرقة أو مطر سحاب !
بالأمس القريب.. مررنا بـ(يوم الغضب) وخلت البلاد وأغلقت المحال حتى البنوك ! ومع ذلك لم نخف إلا مِمَّن يسطو على بيوتنا.. وينتهك أعراضنا.. وخرج كل رجل بعصا يحمي بيته من ابن بلده ! فما ظنك لو تزعزع الجيش ودخل عدو كافر! في استغلال ثورة حاصلة .. أتظن يرحمك في حين لا يرحمك لص بلدك ؟!
أفيقوا..
لم يخش علينا رسول الله من الفقر، وولكن خشي علينا أن تُفتح الدنيا ؛ فتهلكنا..
(( والله ما الفقر أخشى عليكم و لكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم))
ولم يكن من دعائه إلا القوت ! (اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا) وآله أحب إليه .. أفيدعو لآلِه بشر ؟!
تأملوا.. وحافظوا على بلدكم، وادعوا لجيشكم وولي أمركم بالصلاح والمعافاة.. فهي سُنة يجب العمل بها.
واشكروا النعمة لا تكفرُوها.. فالله القائل: {ولئن شكرتم لازيدنكم، ولئن كفرتم إن عذابي لشديد}... ونحن في أنعُم الله منغمسون ....
أما لو كفرنا النعمة فعقابها ياتيك من الرب تعالى:
{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ ؛؛؛ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}.
واعلموا أن من كان لديه قوت يوم واحد في بيت آمن مغلق عليه! ورزق الله بدنه عافية وصحة ؛ فقد ملك الدنيا بحذافيرها !
انظر في بيتك الآن.. ستجد قوت شهر وأكثر.. ولو وجدت قوت يوم واحد ؛ فقد حيزت لك الدنيا بحذافيرها ! وإلا فهل نطق رسول الله عن هوى ؟!
لكنه كُفر النعمة..
وكتب
أبومارية أحمد بن فتحي