مشهد صوفي هكذا يريدونكم فاحذروهم

كنت أطالع «تجريد التوحيد» للمقريزي رحمه الله.. من شرح شيخنا محمد أمان الجامي رحمه الله، فوقعت عينايَ على هذا المشهد الذي لم تنته توابعه بعدُ.. فهو مشهد قديم .. حديث .. لا يزال متكررًا على يد مَن تعرفون ممن بلانا الله بهم..
وإليكم هذا المشهد المخزي:
قال شيخنا الجامي رحمه الله:
«ومما يُحْزِنُ كثيرًا: ذكَرَ الشيخ عبد الرَّحمن الوكيل صاحب «هذه هي الصُّوفية» أنه ذات مرَّة وُزِّعَت أوراق الاختبار على الطُّلاب، وبعد تَوْزِيع الأوْرَاق قامَ الطلبة، وقفُوا وقوف المُتَّجهِين إلى قبر الإمام الشافعي يطلبون النَّجاح..
والمُراقب الذي يراقب على الطُّلاب ماذا قال؟!
تركَهُم عدَّة دقائق! [ وقال: ]
«خلَاص اجلِسُوا يا أولادي الإمام سمع، اجلِسُوا اكتبوا»..
فجَلَس الطُّلاب يكتبون على أساس أنَّ الإمام الشَّافعي سمع الشكوى، وسوف يَنْجَحُون.
هكذا إلى هَذَا الحد وصل الجهل بالتَّوحيد، والغُلو في الصَّالحين، والإمام الشَّافعي سوف يتبَـرَّأ من مثل هذه العبادة». انتهى.
قلت:
والمشهد يتكرر كل يوم، مع اختلاف المواقف.. فلا زال مسجد الحسين بالقاهرة، ومسجد البدوي بطنطا، ومسجد الدسوقي، وغيرها من المساجد الكثيرة ـــ في مصر وغيرها من بلاد الإسلام ـــ ذوات الأضرحة .. تعج بالمريدين مِن طالبي الحاجات !
وهذا يتحمله أصحاب المؤسسة الرسمية الرئيسة.. ويتحمله أيضًا شيوخ الفضائيات الذين ظهروا أكثر من سبعة أعوام يدندنون بالسياسة وترقيق القلوب..ويزعقون وينعقون.. ولم يصلحوا عقائد المسلمين..
فالله المستعان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وكتب
أبومارية أحمد بن فتحي