العناية بالصوت مهم جدا لأئمة التراويح




╮═════════════════✿שּׂשּׂשּׂ✿═════════════════╭
{- - - - - - - - - - الـعـنـايـة بالـصـوت [مهم لأئمة التراويح] - - - - - - - - - - -}
╯═════════════════✿שּׂשּׂשּׂ✿═════════════════╰
.
الحمد لله، وصلى الله على عبده ومصطفاه، وبعد:
فإن الله عز وجل أنعم على الإنسان بكثير من النعم التي لا يمكن حصرها وإن اجتمعت الإنس والجن... !، ومن هذه النِّعَم: [ نعمة الصوت ] ..
وهي نعمة عظيمة، يعرف قيمتها صاحبها الذي يتمتع بها، وكذاك مَن حُرِمَها يعرف قيمتها ويتمناها...
وللصوت أهمية لا تقل عن سائر النِّعم التي خلقها الله في الإنسان ، بل خلقها في سائر الكون...
فحينما أراد رب العزة تجميل الكون جعل طيورًا ذات أصوات عذبة تـثير البهجة للمتأمل في جمال ما خلَق الله تعالى
وجعل للرياح أصواتًا
وجعل للمطَر أصواتًا
وجعل للبحار والأنهار أصواتًا
وجعل للحيوانات أصواتًا يختلف بعضها عن بعض ، وغالبها أصوات جميلة
وأنكرَ وذمَّ بعضها
كلُّ ذلك يدلُّك على اهتمام الرب عز وجل بالصوت، وأنه ليس شيئًا عارضًا يمر عليه الإنسان مرور الكِرام !
والصوت يحمل الأشجان تارة، والأفراح تارة، والأتراح تارة ثالثة، وربما يرسم برقَّتِه وعذوبته على شفتيك ابتسامة تكون سببًا وعنوانًا للسعادة والاطمئنان ... فـالصوت إذًا .. نِعْمة.
وقد كان رسول الله صلوات الله وسلامه عليه مِن أحسن الناس صوتًا ، واهتم هو عليه الصلاة والسلام بأصحاب الأصوات الحسَنة..
فـلِحُسْن ونَداوة صوت بلال صار مؤذن رسول الله
ولحُسْن صوت أبي موسى الأشعري استمع له رسول الله معجبًا متلذذًا
ولشدَّة حلاوة صوت نبي الله داود عليه الصلاة والسلام سبَّحَت معه الجبال والطير !
.
وفي هذه الكُـلَيـْمَات المختصرات، وبحسب ضآلة علمي وخبرتي المتواضعة في هذا الأمر، مع كثرة اطلاع، وسؤال أهل الاختصاص من الأطباء والقرآء قديمًا وخبراء الأصوات من ذوِي الخبرة والاختصاص ... أردتُ أن أقدِّم بعضًا من النصائح حول المحافظة على صفاء الصوت ونقائه، وعلى تدريبه وتقويمه ...
بحيث تتسع قدراته وتزيد إمكاناته صعودًا وهبوطًا ، سيَّما مع اقتراب دخول شهر رمضان، حيث يكثر الناس في المساجد لصلاة الليل
وربما ملَّ المصلون بسبب أداء الإمام
وربما تعب الإمام من أول ركعتين ، وآلمَه حلقُه ولم يستطع إكمال الصلاة !
وربما تعب ولم يستطع أن يصلي ليلتين بعدها !
وربما لم يجد بديلًا فيضطر أن يقدم ذا صوت خشبي رديء !! ؛ فيتسبب في ملل الناس
وربما لم يجد بديلًا فيضغط نفسه ؛ فيتعب ويقع في الضرر لنفسه والتكلُّف !
.
لذلك أقدم هذه النصائح ، وهي تخص فقط أصحاب الأصوات الحسَنة ، الذين لديهم الخامة الأصلية التي وضعها الله في حناجرهم، وحباهم أرضية جيدة مبدئيًّا ، بحيث يصبحون بمزيد من التدريب والاهتمام أصواتًا قادرةً على حُسن التلاوة دون نشاز وخلـل.
.
أما الأشخاص الذين لايمتلكون خامات صوتيّة جيدة في الأصل ؛ فلن يفيدهم هذا الموضوع كثيرًا ولن يفيدهم التدريب إلا قليلًا جدا، بل ربما يزيده تعقيدًا وانشغالًا.

** ولا أقصد بالتدريب المقامات الموسيقية؛ فمعلوم حُرمتها، إنما قصدت أمورًا ستتبين معنا...
.
نأتي لبعض المقدمات للمحافظة على الصوت:
- سن المراهقة:
بدايةً لا ينبغي لشاب مراهق حسن الصوت أن يطيل في قراءة الصلاة كثيرًا ؛ لأن سن المراهقة تكون الحنجرة فيه حساسة وضعيفة ، ويتغير الصوت يومًا بعد يوم، ولم يستقر على حال وعلى خامة ، فالضغط عليه وإرهاقه بكثرة القراءة من علو الصوت وانخفاضه أثناء القراءة يضره كثيرًا، وربما يشرخه ؛ فيظل طوال حياته مبحوح الصوت ، أو مخشب (أو كما يقال بالعامية محشرج ..طوال حياته !) فلينتبه لهذا.
.
- اللياقة في الأحبال:
إنَّ الأحبال الصوتية عضو في الإنسان كسائر الأعضاء، إذا تعطَّل ؛ ساء عمله وأداؤه، فمثلًا إذا كنت كثير الجلوس ولا تحرك قدميك كثيرًا فتحصل لك خشونة في المفاصل ! كذلك تَرْك الحبال الصوتية بدون تدريب واستعمال طوال العام ، وقلة الأداء تعود بالتراجع في إمكانات الصوت ، وتفقد الحنجرة مرونتها ، وكذلك تقل اللياقة ، ويتعب الصوت بسرعة ، وتظهر عليه البحّة بشكل سريع .
إذًا ، لابد أن يون ل وِرد يوميٌّ طوال العام تقرؤه بصوت حسن كما تقرأ في التراويح في رمضان ، حتى لا تفاجئ حنجرتك في رمضان..
.
- التقليد وتغيير الطبقات:
عدم الكلام بصوت مرتفع ، وعدم تغيير طبيعة الصوت ،كاستعمال الأصوات المستعارة والتصنُّع بالصوت ، وتنعيمه أو تغليظه لتحويله إلى صوت آخر، فلكل منّا طبيعة صوت لا يحاول أن يغيّرها أبدًا.
.
- الهم والتعب:
الهمّ المتواصل، والتعب المفرط، والسهر الطويل، والإفراط في كل شئ يضر الجسد، ويضر بالصوت بالضرورة، وكذلك السكن في منزل رطب يدخله الهواء الفاسد أو لا يدخله الهواء أصلًا .
.
- استعمال طبقة عالية باستمرار:
من أخطر الأخطاء التي يرتكبها بعض الأئمة أن يقرؤوا في طبقة تعلو طبقة الصوت الطبيعية ! ظنًّا أنَّ ذلك يؤدي إلى فتح الصوت وزيادة مساحته ، والتأثير على قلوب مستمعيه !
فيجب الانتباه لإمكانية كل منا على الارتفاع بصوته ، ومعرفة حدوده ، فهناك حدود صوتية لكل منّا لا يستطيع تجاوزها في النهاية
فعندما يشعر المؤدي بألمٍ في حنجرته بسبب أدائه على طبقات صوتية عالية ؛؛ يجب عليه التوقف حالًا ؛ حتى يتجنّب الالتهابات التي تضر بالصوت.
أما تدريب الصوت على الطبقات العالية فيكون بحاجة إلى مراقبة وبتدريج ، وهو ضروري لتكبير مساحة الصوت ، ولكن لابد أن يكون مع أحد متخصص في هذا يوجهه حتى لا يفسد حنجرته.
.
* الأطعمة والأشربة:
هناك ممنوعات ومستحبات من الطعام والشراب للصوت سيأتي الكلام عنها.
.
وبعد ذِكر بعض المقدمات الأساسية، نأتي لبعض العادات الجيدة والسيئة
.
عادات مفيدة يحبذ إلتزامها:
1- المداومة على الرياضة و خصوصًا السباحة والجري، وتمارين التنفس.
وتمرين التنفس يكون في الصباح الباكر بعد صلاة الفجر، حيث تقف في الهواء الطلق ، وتأخذ نفسًا بعمق تملأ به صدرك ، ثم تفرغه وتخرجه ببطئ شديد ، وتكرر هذا حوالي 20 مرة يوميا.
وفائدته :
إطالة النفس - تحسين عمل القلب - تحسين عمل المخ - تحسين عمل الرئتين وتوسيع الشعب الهوائية ؛ فهو مفيد حتى للإنسان العادي الغير قارئ.
2- المداومة على التدريبات الصوتية بشكل منتظم, و خصوصًا في بداية اليوم.
وهذه تكون بقراءة القرآن بصوت منخفض ثم العلو بالصوت تدريجيا والانخفاض به تدريجيا، بصفة منتظمة ومرتبة.
3- إعطاء الصوت فترات راحة بين وقت و آخر, هذا يؤثر كثيرًا في استرداد الصوت لقوته وجماله.
ولعل الإطالة في الركوع والسجود والاستراحة بين الركعات في التراويح يفيد في هذا كثيرًا
4- المحافظة على نظافة الفم بتنظيف الأسنان واستخدام المسواك.
5- التنويع في الطبقات حين التلاوة، و عدم الإقتصار على الطبقات العالية فقط.
6- النوم المبكر، والمنتظم، وألا ينام بعد الأكل مباشرة؛ حتى لا تصعد عصارات المعدة إلى الحلق وتضر الحنجرة والأحبال الصوتية، بل ويؤدي إلى السمنة كذلك وضيق الشعب الهوائية وضيق النفس.
فالنوم مهم .
ويقول خبراء الأصوات: [ النوم خميرة الصوت ] ، فمن لم ينم جيدًا فإن صوته يُجهَد ؛ فتعلم كيف تنام ؟ ومتى ؟ وكم ساعة؟
.
عادات يجب تجنبها:
1- تجنب التدريبات الصوتية العشوائية.
2- تجنب التلاوة حين يكون الصوت مجهدًا ، أو الحنجرة ملتهبة ، أو في حال إصابة الجهاز النطقي أو التنفسي ، أو في حالة النزلات الشعبية والأنفلوانزا.
3- تجنب التعرض المباشر لأجهزة التكييف والمراوح.
4- تجنب الأغبرة والأدخنة.
5- تجنب تناول المشروبات الساخنة أو الباردة بعد التلاوة مباشرة أو خلالها ؛ فهذا يضر بالحنجرة بشدة !
وهناك عادة خاطئة وهي وضع المشروب الساخن أو الماء أمام الإمام حتى إذا فرغ من الصلاة شرب ! احذر هذا
والصواب : أن تكون المدة بين الانتهاء من القراءة وأول شيء تشربه حوالي 20 دقيقة لتعود الحنجرة لدرجة حرارتها العادية ؛ لأنها تكون منجرحة وملتهبة ومرهقة.
ويجب شرب المشروبات الفاترة سواء كانت ماءً أو غيرها.
.
مأكولات مشروبات يجب تجنبها:
1- المأكولات والمشروبات الباردة بشتى أنواعها، خصوصًا المياه الغازية.
2- المأكولات والمشروبات الساخنة [عالية السخونة]، لابد أن تكون فاترة.
3- المأكولات الحارة (الشطة والبهارات والفلفل الحار).
4- تجنب المأكولات و المشروبات الإصطناعية كالمشروبات الغازية، والعصائر المصنعة المعلبة.
.
مــأكولات و مشروبات مفيدة للصوت:
1- العسل.
2- المشروبات الدافئة [الفاترة] كاليانسون ، والنعناع ، والزنجبيل، والأعشاب الطبيعية الأخرى.
3. الإكثار من شرب الماء [تجنب المثلج].
.
نصائح ضرورية ومهمة قبل التلاوة:
1- تلاوة بعض الآيات بنمط الترتيل بصوت هادئ لتهيئة الحلق.
2- مص سكر النبات [يباع عند العطار].
3- استخدام [علكة] اللبان أو شرب منقوع لبان الدكر، أو شرب فنجان من القهوة دافئ.
كل هذا قبل التلاوة بمدة ربع ساعة ، وليس قبلها مباشرة
.
أمور يجب تجنبها قبل التلاوة:
1- تجنب كثرة الحديث قدر المستطاع.
2- تجنب أكل المكسرات و المأكولات التي تترك بقايا خشنة في الحلق.
3- تجنب ملىء المعدة بالطعام ؛ فيُستحسن القراءة على معدة غير ممتلئة حتى لا تضر بالتنفس أثناء القراءة، وتقطع الصوت.
.
بعض الأمور الأخرى التي يذكرونها لكن لم أجربها، كأكل اللحم المشوي، و شرب ماء الحمص المغلي بدون ملح، و الثوم، و الفواكه.

ملاحظات:
* البعض يقول إن الشاي والقهوة تجفف الحلق وتفقد الأحبال الصوتية مرونتها، لذلك يحبذ عدم تناولها قبل التلاوة، وكذلك يذكر البعض بأن البطيخ يتلف الصوت.
ولكني غير متأكد من هذه المعلومات ولم أجربها...، ولكن أفضل شيء هو: سكر النبات ، والماء الفاتر
.
* يجب ملاحظة أن الصوت له عمُر معين، يطول أو يقصر بحسب العناية التي يتلقاها.
و أنه في كل مرة يصاب الجهاز التنفسي بالإلتهابات و الزكام، فذلك يستهلك من عمر الصوت ؛ ولذلك فإن تجنب العوامل المؤدية للأمراض قدر الإمكان هو أفضل علاج، واحذر أن تصاب بنزلات البرد والأنفلوانزا.
.
* حينما تكون في مكان مغلق وقت قراءتك لا تخرج سريعًا ؛ لأن الحنجرة تكون ساخنة وملتهبة فتتعرض للجو البارد ؛ فتتعب، بل إمَّا أن تمكث وقتا كافيا أقله [نصف ساعة] أو أن تـلتـفح حول رقبتك منديلًا أو كوفية أو غترة أو غير ذلك.
..
. من تجاربكم وعلمكم، ما هي الأمور التي وجدتموها تنفع أو تضر بالصوت؟
.
هذا، وأسأل الله التوفيق والقبول.
وصلى الله وسلم على عبده ونبيه محمد، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان.
وكتب
أبومارية أحمد بن فتحي
---------------------------------------------------------------------------------------------
ملاحظات مهمة:
نظرًا لأنني أجد كثيرًا مما أكتب منسوبًا لغيري ! فإنني أنوِّه بالآت:
لا أحل لمن نشر عني أن يحذف اسمي؛ وذلك لأسباب:
- مِن بركة العلم عزوه لأهله.
- لا يجوز نسبة جهد أحدٍ لغيره.
- أبيح، بل وأدين بالفضل لكل مَن يرى عني خطأ أنْ يناصحني! فإذا لم يجد اسمي؛ فقد ضاعت عليَّ النصيحة.
- لعل مستفيدًا رأى الكتابة يومًا فقال: جزَى الله فلانًا خيرًا. فلا أحب أن اُحرَم الدعاء.
- أبيح لكل إنسان أن ينقل عني ما أكتب، ولو بدون استئذان؛ بشرط التقيد بالنقاط السابق ذكرها
فمَن بدله بعد ما وصله؛ فعليه وِزره، ولا أحله!