بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، وبعد:
فلا يزال أهل العلم ــ قديمًا وحديثًا ــ يُعدِّلون العدول، ويجرحون كل مجروح معزول، وهذا منهج الرَّبِّ جل جلاله في كتابه في غير آية، واتَّبَعَ ذلك رسولُه في غير حديث، حتى إنَّ كثيرًا مِن أهل العلم صنَّف المجلَّدات في الرد على بعض الرجال صيانةً للدين، وهذا لا ينكره إلا جاهل أو مبتدع لا ثالث لهما.
وهذه السطور عن:
أسامة الأزهري...
انتشر واشتهر في الآونة الأخيرة، بسبب ظهوره على الفضائيات بكثرة، حيث كان أول ظهور له -فيما أعلم- حينما ردَّ الحوينيُّ الخارجيُّ علَى تُرَّهات مفتي مصر الأسبق (علِي جمعة)، وكان قد تقدَّم أسامة مع أحد شيوخ الأزهر في برنامجٍ ليَرُدَّا على بعض الشبهات المثارة حول ما يتفوَّه به شيخهما المفتون علي جمعة كقوله:
(إنه يرى النبي في اليقظة)
و(يمكن للولي أن يكون زانيًا مع إكرام الله له ببعض الكرامات؛ لأنَّ الكريم (الله) إذا وهَبَ؛ ما سلَب!)
وكقوله: (أنه تلقَّى الحديث عن شيوخ يدخنون الشيشة!، وكانوا يحدِّثونه حديث رسول الله وهم يكركرون بالشيشة ! )
وكقوله: (إن ابن حجر رحمه الله كان يبيع الحشيش على باب المسجد !!!)
إلى آخر ترهاته وخزعبلاته وشطحاته...
فظهر أسامة الأزهري مدافعًا عن شخص علي جمعة، وظل يذكر محاسنه...، ضاربًا عرض الحائط بكل تلك الكذبات الآنفة ! وهو إمَّا صاحب هوًى أخفَى الباطل عن شيخه جمعة ليُظِهَر محاسِنَه، وإمَّا هو يعتقدها ويكتمها ! ، إذْ لا يُمكِن بحالٍ لرجُلٍ شم رائحة العلم أنْ يتفوَّه بهذا فضلًا عن أنْ يعتقده! والله المستعان.
.
ثم بعد ذلك جاء دور الإعلام المصري:
صدَّره علي جمعة بدوره في شتى البرامج الفضائية والحوارية، وبدأ يشتهر شيئًا فشيئًا حتى أصبح له برنامجًا ثابتًا في برنامج (ممكن) مع الإعلامي خيري رمضان، وظهر معه الجفري الصوفي المبتدع، وصارَا صنوان لا يفترقان، بل يتمازحان وحلو المنطق يتبادلان، وبالشعر يتغازلان!
وافتتن بحلو منطقهما كثير من الناس، حتى جاءت الشهرة الواسعة والانتشار الكبير بمناظرة ابن البحيري الملحِد..؛ فتحققت شهرة أسامة الأزهري أكثر مما كانت، حتى صار كثير من الشباب يُقبلون على سَماعه، والإعجاب بكلامه، وعلى الناحية الأخرى صار البعض يُحذِّر منه، حى صار يوالَى ويُعادَى عليه !
وقد سُئلتُ كثيرًا عنه، وكنت قد نويت الكتابة في ذلك ولكن أعاقني ضيق الوقت، وكنت أجيب إجابات مختصَرة غير كافية بالمسؤول عنه...
وها أنا أخط تفاصيل رُبما غابت عن كثير، سواء مِمَّن سألوا عنه أو مِمَّن حذَّرُوا منه.
.
وحسبي من ذلك واجب النصح للمسلمين، فلو كانت بيننا وبين الرَّجُل الدنيا ؛ لَهانَتْ! ولكنها السُّنة وحوض صاحبها !
وحسبك _ أيها القارئ _ قَبول ذلك لأنه مُفَسَّر، والمسؤل عنه أمره مشتَهر، إلا علَى بعض مَن لم يبحث أمرَهُ وعلَى الإعلام اقتصر !.
.
فأقول:
قد حصل أسامةُ علَى ليسانس كلية أصول الدين والدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر سنة 1999م
ودرجة الماجستير في الحديث وعلومه من نفس الكلية سنة 2005م.
وعمل معيدًا بقسم الحديث بجامعة أسيوط في نفس الكلية سنة 2000م، ثم مدرسًا مساعدًا سنة 2005م،
وهو الآن مدرس مساعد بالزقازيق.
.
قام بخطبة الجمعة بجامع (السلطان حسن) بالقاهرة نائبًا عن شيخه المُفتِن علي جمعة، مِن سنة 2005م إلى أوائل سنة 2009م.
وهو المتعهد بنشر مقالات علي جمعة على شبكة الإنترنت.
وقد تمَّ إعداده ليَسُد النقص الحديثي الواضح في مدرسة علي جمعة؛ لأجل ذلك وضَع علي جمعة عليه هالة التصدير والتبجيل والاحترام على صِغَر سنه !
وهو جيد في علوم الحديث نظريًّا، وكان يشرح (مقدمة ابن الصلاح) في رواق الأتراك وانقطع، وهو الآن يشرح (سنن الترمذي)، و(الباعث الحثيث) في الجامع الأزهر.
ولا يخفى بغضه الشديد لأهل السُّنة، والحط على علمائهم مِن طرفٍ خفِيٍّ، حتى أنه له محاضرة في شرق آسيا مُسجَّلة بالفيديو يردُّ فيها على الشاطبي في تعريفه للبدعة !، ويؤصل هو للبدعة كما يراها بمفهومه ! مخالفًا بذلك أصول السلف.
.
وكان قد ذهب إلَى السودان قبل أشهر، و أسمَعَ كتاب (الشفا) للقاضي عياض لأحد المتصوِّفة، وطلب مِن شيخٍ مسند (مساعد بن بشير) الإجازة للمفتي علي جمعة !!! ؛ فرفض الشيخ أن يجيزه. فإنَّ طائفة مِن الصوفية أعْدَل مِن هؤلاء لا يرضون عن بعض الخزعبلات! فما ظنك بأهل السُّنة والحق ؟!
ولأسامةَ عِدَّة رَحلَات بصحبة الجفري لدول يكثر فيها التصوف والرقص والتمايل (باسم ذِكر الله !!) وهي موجودة على الشبكات بالصوت والصورة.
.
الخلاصة:
هو متمكن جدًّا فى كثير من العلوم -كما هو ظاهر- مقارنةً بمَنْ هو فى مثل سِنِّه، ولهذا، فهو مفتون به كثير من الناس، ولكن ابتلاه الله تعالى بميوله ومشايخه !! فوضع ذكاءه المُفْرِط وقريحته القوية فى غير موضعها ؛ فصار أشعريًّا جلدًا، وصوفيًّا محترِقًا.
والأشاعرة المتعصبون في زماننا قد خبرناهم من خلال العديد من المناظرات والحوارات، جمعوا أنواعًا من الضلالات رغم ما بين عقيدة المتكلمين الأشاعرة وعقيدة الصوفية من التناقض!
فهُم في العلم بلا تأصيل ولا فهم لعقيدتهم، وليس فيهم مَن هو عالم يُشَار إليه -وهذا مِن نِعَم الله علينا- فلو كان فيهم مَن هو كالعز بن عبد السلام، أو تقي الدين السُّبكي، أو السيوطي، أو غيرهم ؛ لفُتِن كثيرًا مِن الخلق في زماننا ! ولكنهم لاهِثُون وراء المَناصِب، يجالسون المتبرجات على الملإ وهُنَّ في كامل الزينة والتبرج، يسعون للشهرة، وجمع الأموال، لا عبادة عندهم، ولا سُنة لديهم، وفي الخرافات تجدهم ؛ كحال علي جمعة !
وليتهم كأجدادهم العلماء !
هذا ما تيسر كتابته وجَمْعه عن حال الرجُل، واللهَ أسألُ له الهداية، وأصلِّي وأسلِّمُ علَى خير الخلق محمدٍ، وعلَى آله وأصحابه أجمعين.
وكتب
---------------------------------------------------------------------------------------------
